بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٠ - الصفحة ٤٢
ذلك بمعاوية بن المغيرة بن العاص، (1) وأبي غرة الجمحي، (2) هذا قول أكثر المفسرين، وقال مجاهد وعكرمة: نرلت هذه الآيات في غزاة بدر الصغرى، و ذلك أن أبا سفيان قال يوم أحد حين أراد أن ينصرف: يا محمد موعدنا بيننا وبينك موسم بدر الصغرى، لقابل إن شئت، (3) فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ذلك بيننا وبينك، فلما كان العام المقبل خرج أبو سفيان في أهل مكة حتى نزل مجنة من ناحية من مر الظهران (4)، ثم ألقى الله عليه الرعب فبدا له في الرجوع، فلقي نعيم بن مسعود الأشجعي، وقد قدم معتمرا، فقال له أبو سفيان: إني واعدت محمدا وأصحابه أن نلتقي بموسم بدر الصغرى. وإن هذه عام جدب فلا يصلح لنا إلا عام نرعى فيه الشجر، ونشرب فيه اللبن، وقد بدا لي أن لا أخرج إليها وأكره أن يخرج محمد ولا أخرج أنا فيزيدهم ذلك جرأة، فألحق بالمدينة فثبطهم ولك عندي عشرة من الإبل أضعها على يدي سهيل بن عمرو، فأتى نعيم المدينة فوجد الناس يتجهزون لميعاد أبي سفيان، فقال لهم: بئس الرأي رأيتم، أتوكم في دياركم وقراركم، فلم يفلت منكم إلا شريد، فتريدون أن تخرجوا وقد جمعوا لكم عند الموسم، فوالله لا يفلت منكم أحد، فكره أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله الخروج، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله:
والذي نفسي بيده لأخرجن ولو وحدي فأما الجبان فإنه رجع، وأما الشجاع فإنه تأهب للقتال، وقال: حسبنا الله ونعم الوكيل، فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله في أصحابه حتى وافوا بدر الصغرى وهو ماء لبني كنانة، وكان (5) موضع سوق لهم في الجاهلية يجتمعون إليها في كل عام ثمانية أيام، فأقام ببدر ينتظر أبا سفيان،

(1) في السيرة: معاوية بن المغيرة بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس، وهو جد عبد الملك بن مروان أبو أمه عائشة بنت معاوية.
(2) في المصدر: أبى قرة. وكلاهما مصحفان، والصحيح: أبى عزة وقد أشرنا إليه سابقا.
وهو الذي اسره رسول الله صلى الله عليه وآله ببدر ثم من عليه فاطلقه.
(3) في المصدر: موعد ما بيننا وبينك موسم بدر الصغرى القابل ان شئت.
(4) ذكر ابن هشام بدر الصغرى في السيرة 2: 221 وفيه: وبعض الناس يقول: قد بلغ عسفان.
(5) في المصدر: وكانت.
(٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 ... » »»
الفهرست