بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٠ - الصفحة ٣٤
من المظلمة " ولقد عفا الله عنهم " لتوبتهم واعتذارهم " إن الله غفور " للذنوب " حليم " لا يعاجل بعقوبة المذنب كي يتوب " يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين كفروا " يعني المنافقين " وقالوا لإخوانهم " لأجلهم وفيهم، ومعنى اخوتهم اتفاقهم في النسب أو في المذهب " إذا ضربوا في الأرض " إذا سافروا فيها وأبعدوا للتجارة أو غيرها " أو كانوا غزى " جمع غاز " لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا " مفعول قالوا " ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم " متعلق بقالوا على أن اللام لام العاقبة، أو بلا تكونوا أي لا تكونوا مثلهم في النطق بذلك القول والاعتقاد ليجعله حسرة في قلوبهم خاصة فذلك إشارة إلى ما دل عليه قولهم من الاعتقاد، وقيل: إلى ما دل عليه النهي، أي لا تكونوا مثلهم، ليجعل الله انتفاء كونكم مثلهم حسرة في قلوبهم، فإن مخالفتهم و مضادتهم مما يغمهم " والله يحيي ويميت " رد لقولهم، أي هو المؤثر في الحياة و الممات، لا الإقامة والسفر، فإنه تعالى قد يحيي المسافر والغازي، ويميت المقيم والقاعد " والله بما تعملون بصير " تهديد للمؤمنين على أن يماثلوهم " ولئن قتلتم في سبيل الله أو متم " أي في سبيله " لمغفرة من الله ورحمة خير مما يجمعون " جواب القسم وهو ساد مسد الجزاء، والمعنى أن السفر والغزو ليس مما يجلب الموت وتقدم الأجل وإن وقع ذلك في سبيل الله فما ينالون (1) من المغفرة والرحمة بالموت خير مما يجمعون من الدنيا ومنافعها لو لم يموتوا (2) " ولئن متم أو قتلتم " على أي وجه اتفق هلاككم " لإلى الله تحشرون " لإلى معبودكم الذي توجهتم إليه، وبذلتم مهجتكم لوجهه، لا إلى غيره لا محالة تحشرون فيوفي أجوركم ويعظم ثوابكم " فبما رحمة من الله لنت لهم " ما مزيدة للتأكيد، والدليل على أن لينه لهم ما كان إلا برحمة من الله وهو ربطه على جأشه وتوفيقه للرفق بهم حين اغتم لهم بعد أن خالفوه " ولو كنت فظا " سيئ الخلق جافيا " غليظ القلب " قاسية " لا نفضوا من حولك " لتفرقوا عنك ولم يسكنوا إليك " فاعف عنهم " فيما يختص بك " واستغفر لهم "

(1) في المصدر: فما تنالون.
(2) في المصدر: مما تجمعون من الدنيا ومنافعها لو لم تموتوا.
(٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 ... » »»
الفهرست