بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٠ - الصفحة ٣٥
فيما لله " وشاورهم في الامر " أي في أمر الحرب، إذ الكلام فيه أو فيما يصح أن يشاور فيه استظهارا برأيهم، وتطييبا لنفوسهم وتمهيدا سنة المشاورة (1) للأمة " فإذا عزمت " فإذا وطنت نفسك على شئ بعد الشورى (2).
وقال الطبرسي رحمه الله: ورووا عن جعفر بن محمد عليهما السلام وعن جابر بن يزيد " فإذا عزمت " بالضم، فعلى هذا يكون معناه فإذا عزمت لك ووفقتك وأرشدتك " فتوكل على الله " (3).
قال البيضاوي: في إمضاء أمرك على ما هو أصلح لك، فإنه لا يعلمه سواه (4) " إن الله يحب المتوكلين " فينصرهم ويهديهم إلى الصلاح " إن ينصركم الله " كما نصركم يوم بدر " فلا غالب لكم " فلا يغلبكم أحد (5) " وإن يخذلكم " كما خذلكم يوم أحد " فمن ذا الذي ينصركم من بعده " من بعد خذلانه، أو من بعد الله " و على الله فليتوكل المؤمنون " فليخصوه بالتوكل عليه لما علموا أن لا ناصر سواه و آمنوا به (6).
" وما كان لنبي أن يغل " قال الطبرسي: روي عن ابن عباس وابن جبير أنها نزلت في قطيفة حمراء فقدت يوم بدر من المغنم، فقال بعضهم: لعل النبي صلى الله عليه وآله أخذها.
وفي رواية الضحاك قال: إن رجلا غل بمخيط، أي بإبرة من غنائم هوازن يوم حنين فنزلت الآية.
وعن مقاتل: أنها نزلت في غنائم أحد حين تركت الرماة المركز طلبا للغنيمة

(1) في المصدر: لسنة المشاورة للأمة.
(2) أنوار التنزيل 1: 239 و 240.
(3) مجمع البيان 2: 527.
(4) زاد في المصدر: وقرئ " فإذا عزمت " على التكلم، أي فإذا عزمت لك على شئ وعينته لك فتوكل على ولا تشاور فيه أحدا.
(5) في المصدر: فلا أحد يغلبكم.
(6) أنوار التنزيل 1: 241.
(٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 ... » »»
الفهرست