بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٠ - الصفحة ٣٤٦
أن رسول الله صلى الله عليه وآله خرج لزيارة البيت لا يريد حربا - فذكر الحديث إلى أن قال - قال رسول الله صلى الله عليه وآله: " أنزلوا " فقالوا: يا رسول الله ما بالوادي ماء، فأخرج رسول الله صلى الله عليه وآله من كنانته سهما فأعطاه رجلا من أصحابه فقال له: " انزل في بعض هذه القلب فاغرزه في جوفه " ففعل فجاش بالماء الرواء حتى ضرب الناس بعطن.
وعن عروة وذكر خروج رسول الله صلى الله عليه وآله قال: وخرجت قريش من مكة فسبقوه إلى بلد حينئذ وإلى الماء فنزلوا عليه، فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قد سبق نزل على الحديبية وذلك في حر شديد، وليس فيها إلا بئر واحدة، فأشفق القوم من الظمأ والقوم كثير فنزل فيها رجال يميحونها (1)، ودعا رسول الله صلى الله عليه وآله بدلو من ماء فتوضأ من الدلو ومضمض فاه ثم مج فيه، وأمر أن يصب في البئر، ونزع سهما من كنانه وألقاه في البئر، ودعا الله تعالى ففارت بالماء حتى جعلوا يغترفون بأيديهم منها وهم جلوس على شفيرها (2).
وروى سالم بن أبي الجعد قال: قلت لجابر: كم كنتم يوم الشجرة؟ قال:
كنا ألفا وخمسمائة، وذكر عطشا أصابهم قال: فاتي رسول الله صلى الله عليه وآله بماء في تور (3) فوضع يده فيه، فجعل الماء يخرج من بين أصابعه كأنه العيون، قال: فشربنا و وسعنا (4) وكفانا، قال: قلت: كم كنتم؟ قال: لو كنا مائة ألف لكفانا، كنا ألفا وخمسمائة (5).
1 - الكافي: علي، عن أبيه، عن حماد وابن أبي عمير، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: " ليبلونكم الله بشئ من الصيد تناله أيديكم

(1) ماح يميح: اغترف الماء: بكفه وفي المصدر: يمتحونها. أقول: متح الماء: نزعه الدلو وبها: استخرجها.
(2) على شفتها خ ل. أقول: يوجد ذلك في المصدر.
(3) التور: اناء صغير.
(4) سقينا خ ل. أقول: في المصدر: وسعنا. بلا عاطف.
(5) مجمع البيان 9: 109 و 110.
(٣٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 341 342 343 344 345 346 347 348 349 350 351 ... » »»
الفهرست