وقال: لا تساكنوني (1) وقد هممتم بما هممتم به، وقد أجلتكم عشرا، فأرسل (2) إليهم ابن أبي: لا تخرجوا، فان معي ألفين من قوم وغيرهم يدخلون حصونكم فيموتون من آخرهم ويمدكم قريظة وحلفاؤهم من غطفان، فطمع حيي (3) فيما قال ابن أبي، فخرج إليهم النبي صلى الله عليه وآله فصلى العصر بفناء (4) بني النضير. وعلي عليه السلام يحمل رأيته، واستخلف على المدينة ابن أم مكتوم، فلما رأوا رسول الله صلى الله عليه وآله قاموا على حصونهم معهم النبل والحجارة، فاعتزلتهم قريظة، وخفرهم ابن أبي (5)، فحاصرهم رسول الله صلى الله عليه وآله وقطع نخلهم، وكانت النخلة من نخيلهم ثمن وصيف، وأحب إليهم من وصيف، وقيل قطعوا نخلة وأحرقوا نخلة، وقيل: كان جميع ما قطعوا وأحرقوا ست نخلات، فقالوا: نحن نخرج من بلادك فأجلاهم عن المدينة، وولى إخراجهم محمد بن مسلمة، وحملوا النساء والصبيان، وتحملوا على ستمائة
(١٦٥)