بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٠ - الصفحة ١٦٥
وقال: لا تساكنوني (1) وقد هممتم بما هممتم به، وقد أجلتكم عشرا، فأرسل (2) إليهم ابن أبي: لا تخرجوا، فان معي ألفين من قوم وغيرهم يدخلون حصونكم فيموتون من آخرهم ويمدكم قريظة وحلفاؤهم من غطفان، فطمع حيي (3) فيما قال ابن أبي، فخرج إليهم النبي صلى الله عليه وآله فصلى العصر بفناء (4) بني النضير. وعلي عليه السلام يحمل رأيته، واستخلف على المدينة ابن أم مكتوم، فلما رأوا رسول الله صلى الله عليه وآله قاموا على حصونهم معهم النبل والحجارة، فاعتزلتهم قريظة، وخفرهم ابن أبي (5)، فحاصرهم رسول الله صلى الله عليه وآله وقطع نخلهم، وكانت النخلة من نخيلهم ثمن وصيف، وأحب إليهم من وصيف، وقيل قطعوا نخلة وأحرقوا نخلة، وقيل: كان جميع ما قطعوا وأحرقوا ست نخلات، فقالوا: نحن نخرج من بلادك فأجلاهم عن المدينة، وولى إخراجهم محمد بن مسلمة، وحملوا النساء والصبيان، وتحملوا على ستمائة

(1) في المصدر: ففعل ذلك على حتى تناثلوا إليه ثم تبعوه ولحقوا به، فقالوا: قمت ولم نشعر، فقال: همت اليهود بالغدر فأخبرني الله بذلك، فقمت، وبعث إليهم رسول الله صلى الله عليه وآله ان أخرجوا من بلدتي ولا تساكنوني.
(2) في المصدر زيادة هي: فمن رئي بعد ذلك ضرب عنقه، فمكثوا أياما يتجهزون وتكاروا من أناس إبلا، فأرسل اه‍.
(3) أي حيى بن اخطب وفى الامتاع: ثم بعث حيى بن اخطب مع أخيه جدي بن اخطب إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم انا لا نخرج فليصنع ما بدا لك، فلما بلغ جدي رسالة أخيه حيى كبر رسول الله صلى الله عليه وآله وكبر من معه وقال: (حاربت اليهود) ونادى مناديه بالمسير إلى بني النضير.
(4) في المصدر والامتاع: بفضاء.
(5) " ": وخفرهم ابن أبي وحلفاؤهم من غطفان. وفى الامتاع: ولم يأتهم ابن أبي واعتزلتهم قريظة فلم تعنهم بسلاح ولا رجال، وجعلوا يومون يومهم بالنبل والحجارة حتى أمسوا، فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وآله العشاء وقد تتام أصحابه رجع إلى بيته في عشرة من أصحابه وعليه الدرع والمغفر وهو على فرس، واستعمل عليا رضي الله عنه على العسكر، وبات المسلمون محاصريهم يكبرون حتى أصبحوا، واذن بلال رضي الله عنه بالمدينة:
فغدا رسول الله صلى الله عليه وآله في أصحابه الذين كانوا معه فصلى بالناس في فضاء بنى خطمة، واستعمل على المدينة ابن أم مكتوم.
(١٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 ... » »»
الفهرست