وعن محمد بن مسلمة أن رسول الله صلى الله عليه وآله بعثه إلى بني النضير، وأمره أن يؤجلهم في الجلاء ثلاث (1) ليال.
وعن محمد بن إسحاق كان إجلاء بني النضير مرجع النبي صلى الله عليه وآله من أحد، و كان فتح قريظة مرجعه من الأحزاب وبينهما سنتان، وكان الزهري يذهب إلى أن إجلاء بني النضير كان قبل أحد على رأس ستة أشهر من وقعة بدر.
" الذين كفروا من أهل الكتاب " يعني يهود بني النضير من ديارهم بأن سلط الله المؤمنين عليهم، وأمر نبيه صلى الله عليه وآله بإخراجهم من منازلهم وحصونهم وأوطانهم " لأول الحشر " اختلف في معناه فقيل: كان جلاؤهم ذلك أول حشر اليهود إلى الشام، ثم يحشر الناس يوم القيامة إلى أرض الشام أيضا، وذلك الحشر الثاني عن ابن عباس والزهري والجبائي، قال ابن عباس: قال لهم النبي صلى الله عليه وآله: أخرجوا، قالوا: إلى أين؟ قال: إلى أرض المحشر، وقيل: معناه لأول الجلاء لأنهم كانوا أول من أجلي من أهل الذمة من جزيرة العرب، ثم أجلي إخوانهم من اليهود لئلا يجتمع في بلاد العرب دينان، وقيل: إنما قال لأول الحشر لان الله فتح على نبيه صلى الله عليه وآله في أول ما قاتلهم " ما ظننتم أن يخرجوا " أي لم تظنوا أيها المؤمنون أنهم يخرجون من ديارهم لشدتهم وشوكتهم.
" وظنوا أنهم ما نعتهم حصونهم من الله " أي وظن بنو النضير أن حصونهم لوثاقتها تمنعهم من سلطان الله وإنزال العذاب بهم على يد رسول الله صلى الله عليه وآله حيث حصنوها وهيؤا آلات الحرب فيها " فأتاهم الله " أي أتاهم أمر الله وعذابه " من حيث لم يحتسبوا " أي لم يتوهموا أنه يأتيهم لما قدروا في أنفسهم من المنعة " وقذف في قلوبهم الرعب " بقتل سيدهم كعب بن الأشرف " يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين " أي يهدمون بيوتهم بأيديهم من داخل ليهربوا لأنهم خربوا ما استحسنوا منها حتى لا يكون للمسلمين، ويخربها المؤمنون من خارج ليصلوا إليهم، وقيل: