بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٠ - الصفحة ١٦٩
فنقضوا عهدهم، وكان سبب ذلك في بني النضير في نقض عهدهم أنه أتاهم رسول الله صلى الله عليه وآله يستسلفهم دية رجلين قتلهما رجل من أصحابه غيلة، يعني يستقرض، وكان قصد كعب ابن الأشرف، فلما دخل على كعب قال: مرحبا يا أبا القاسم وأهلا، وقام كأنه يصنع له الطعام، وحدث نفسه أن يقتل (1) رسول الله صلى الله عليه وآله ويتبع (2) أصحابه، فنزل جبرئيل فأخبره بذلك، فرجع رسول الله صلى الله عليه وآله إلى المدينة، وقال لمحمد بن مسلمة الأنصاري: اذهب إلى بني النضير فأخبرهم أن الله عز وجل قد أخبرني بما هممتم به من الغدر، فإما أن تخرجوا من بلدنا، وإما أن تأذنوا بحرب (3)، فقالوا: نخرج من بلادك (4) فبعث إليهم عبد الله بن أبي ألا تخرجوا وتقيموا (5) وتنابذوا محمدا (6) الحرب، فإني أنصركم أنا وقومي وحلفائي، فإن خرجتم خرجت معكم، وإن قاتلتم قاتلت معكم، فأقاموا وأصلحوا حصونهم وتهيأوا للقتال، وبعثوا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله أنا لا نخرج فاصنع ما أنت صانع، فقام رسول الله صلى الله عليه وآله وكبر وكبر أصحابه، وقال لأمير المؤمنين عليه السلام: تقدم إلى بني النضير، فأخذ أمير المؤمنين عليه السلام الراية وتقدم وجاء رسول الله صلى الله عليه وآله وأحاط بحصنهم، وغدر بهم عبد الله بن أبي وكان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا ظفر بمقدم بيوتهم حصنوا ما يليهم وخربوا ما يليه، وكان الرجل منهم ممن كان له بيت حسن خربه، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله أمر بقطع نخلهم فجزعوا من ذلك، وقالوا: يا محمد إن الله يأمرك بالفساد؟ إن كان لك هذا فخذه، و إن كان لنا فلا تقطعه، فلما كان بعد ذلك قالوا: يا محمد نخرج من بلادك فأعطنا (7).

(1) أنه يقتل خ ل.
(2) أي يلحقهم به.
(3) للحرب خ ل.
(4) من بلادكم خ ل.
(5) الا يخرجوا ويقيموا خ ل.
(6) رسول الله خ ل.
(7) وأعطنا خ ل.
(١٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 ... » »»
الفهرست