بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٠ - الصفحة ١٦١
إن معنى تخريبها بأيدي المؤمنين أنهم عرضوها لذلك، وقيل: إنهم كانوا يخربون بيوتهم بأيديهم بنقض الموادعة وبأيدي المؤمنين بالمقاتلة.
" فاعتبروا يا اولي الابصار " فيما نزل بهم والمراد (1) استدلوا بذلك على صدق الرسول إذ كان وعدهم ذلك (2) " ولولا أن كتب الله عليهم الجلاء " أي حكم عليهم أنهم يجلون عن ديارهم وينقلون عن أوطانهم " لعذبهم في الدنيا " بعذاب الاستيصال، أو بالقتل والسبي كما فعل ببني قريظة " ولهم في الآخرة " مع الجلاء " عذاب النار " لان أحدا منهم لم يؤمن " ذلك " الذي فعلنا بهم " بأنهم شاقوا الله " أي خالفوا الله " ورسوله ومن يشاقق الله " أي يخالفه " فإن الله شديد العقاب " يعاقبهم على مشاقتهم أشد العقاب " ما قطعتم من لينة " أي نخلة كريمة، وقيل:
كل نخلة سوى العجوة " أو تركتموها قائمة على أصولها " فلم تقطعوها ولم تقلعوها " فبإذن الله " أي بأمره كل ذلك سائغ لكم " وليخزي الفاسقين " من اليهود و يهينهم به (3).
" ألم تر إلى الذين نافقوا " فأبطنوا الكفر وأظهروا الايمان " يقولون لإخوانهم " في الكفر يعني يهود بني النضير: " لئن أخرجتم " من دياركم وبلادكم " لنخرجن معكم " مساعدين لكم " ولا نطيع فيكم " أي في قتالكم ومخاصمتكم " أحدا أبدا " يعنون محمدا وأصحابه " وإن قوتلتم لننصرنكم " ولندفعن عنكم " والله يشهد إنهم لكاذبون " فيما يقولونه من الخروج معهم والدفاع عنهم.

(١) فيه اختصار، والموجود في المصدر: فاتعظوا يا أولى العقول والبصائر وتدبروا و انظروا فيما نزل بهم، ومعنى الاعتبار النظر في الأمور ليعرف بها شئ آخر من جنسها، والمراد اه‍.
(2) فيه أيضا اختصار: وفى المصدر: إذ كان وعد المؤمنين ان الله سبحانه سيورثهم ديارهم وأموالهم بغير قتال، فجاء المخبر على ما اخبر، فكان اية دالة على نبوته اه‍ ثم استدل على أن الآية لا تدل على صحة القياس. راجعه.
(3) مجمع البيان 9: 257 - 259.
(١٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 ... » »»
الفهرست