بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٩ - الصفحة ٩١
يا عمار إن عادوا فعد، فقد أنزل الله عذرك وأمرك أن تعود إن عادوا. (1) 47 - الكافي: علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل، عن محمد بن مروان قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: ما منع ميثم (2) رحمه الله من التقية؟ فوالله لقد علم أن هذه الآية نزلت في عمار وأصحابه: " إلا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان (3) " 48 - أقول: في تفسير النعماني بسنده المذكور في كتاب القرآن عن الصادق عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: إن رسول الله صلى الله عليه وآله لما هاجر إلى المدينة آخى بين أصحابه من المهاجرين والأنصار جعل المواريث على الاخوة في الدين لا في ميراث الأرحام، وذلك قوله تعالى: " إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك بعضهم أولياء بعض (4) " إلى قوله سبحانه: " والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شئ حتى يهاجروا " فأخرج الأقارب من الميراث، وأثبته لأهل الهجرة وأهل الدين خاصة، ثم عطف بالقول فقال تعالى: " والذين كفروا بعضهم أولياء بعض إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير (5) " فكان من مات من المسلمين يصير ميراثه وتركته لأخيه في الدين دون القرابة والرحم الوشيجة (6) فلما قوي الاسلام أنزل الله: " النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله من المؤمنين والمهاجرين إلا أن

(١) أصول الكافي ٢: ٢١٩، وللحديث صدر تركه المصنف.
(٢) هو ميثم التمار رضي الله عنه من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام، له ترجمة إضافية في كتب التراجم.
(٣) أصول الكافي ٢: ٢٢٠.
(٤) في الآية سقط ولعله من النساخ: والصحيح هكذا: " وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض والذين أمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شئ حتى يهاجروا " فعليه فقوله: " إلى قوله سبحانه " زائد ولعله كان قبل قوله:
" أولئك " فوهم النساخ فأثبتوه هنا.
(٥) الأنفال: ٧٢ و 73.
(6) الرحم الوشيجة: أي الرح المتصلة المشتبكة.
(٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 ... » »»
الفهرست