بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٩ - الصفحة ٨٦
السماوات وفاخر بك؟. (1) 37 - كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة: روى أحمد بن حنبل، عن عمير بن ميمون (2) قال: قوله عز وجل " ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء (3) " وذلك حين نام علي عليه السلام على فراش رسول الله صلى الله عليه وآله ألبسه ثوبه، وجعله مكانه، وكان المشركون يتوهمون أنه رسول الله صلى الله عليه وآله.
وروى الثعلبي في تفسيره قال: لما أراد النبي صلى الله عليه وآله الهجرة خلف عليا عليه السلام لقضاء ديونه، ورد الودائع التي كانت عنده، وأمره ليلة خرج إلى الغار وقد أحاط المشركون بالدار (4)، وقال له يا علي: اتشح ببردي الحضرمي: ثم نم على فراشي فإنه لا يخلص (5) إليك منهم مكروه إن شاء الله، ففعل ما أمره، فأوحى عز وجل إلى جبرئيل وميكائيل: أني قد آخيت بينكما وجعلت عمر أحدكما أطول من الآخر، فأيكما يؤثر صاحبه بالحياة؟ فاختار كل منهما الحياة، فأوحى الله عز وجل إليها: ألا كنتما مثل علي بن أبي طالب؟ آخيت بينه وبين محمد صلى الله عليه وآله فبات على فراشه يفديه بنفسه، ويؤثره بالحياة، اهبطا إلى الأرض

(١) الروضة: ص ١١٩، الفضائل: ١٢٤ و 125. أقول: روى ذلك الحديث جماعة من مشايخ العامة والخاصة منهم - على ما ذكره ابن شهرآشوب - الثعلبي في تفسيره، وابن عقب في ملحمته، وأبو السعادات في فضائل العشرة. والغزالي في الاحياء وفى كيمياء السعادة برواياتهم عن أبي اليقطان، ومن الخاصة: ابن بابويه وابن شاذان والكليني والطوسي وابن عقدة والبرقي وابن فياض، والعبد لي والصفواني والثقفي بأسانيدهم عن ابن عباس وأبى رافع وهند ابن أبي هالة. ويأتي إن شاء الله في فضائل علي عليه السلام الايعاز إلى غيرهم.
(2) هكذا في النسخ، وفى المصدر: عمر بن ميمون، وفى كليهما تصحيف، والصحيح عمرو بن ميمون. راجع ما قدمنا ذيل الحديث: 29.
(3) في المصدر: ذلك علي بن أبي طالب عليه السلام، شرى نفسه، وذلك حين نام على فراش رسول الله صلى الله عليه وآله.
(4) في المصدر: وأمره ليلة خروجه إلى الغار وقد أحاط المشركون بالدار أن ينام على فراشه. وقال له.
(5) في المصدر: لا يلحق.
(٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 ... » »»
الفهرست