بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٩ - الصفحة ٩٠
ليس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله أيام كان الرضا عليه السلام بها، فأفتى الفقهاء بطلاقها فسئل الرضا عليه السلام فأفتى أنها لا تطلق، فكتب الفقهاء رقعة فأنفذوها إليه وقالوا له:
من أين قلت يا بن رسول الله أنها لم تطلق؟ فوقع عليه السلام في رقعتهم (1): قلت: هذا من روايتكم عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال لمسلمة الفتح وقد كثروا عليه: " أنتم خير، وأصحابي خير، ولا هجرة بعد الفتح (2) " فأبطل الهجرة ولم يجعل هؤلاء أصحابا له، فرجعوا إلى قوله. (3) 45 - تفسير العياشي: عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم، عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام قالوا: سألناهما عن قوله: " والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شئ حتى يهاجروا (4) " قالا: بأن أهل مكة لا يرثون أهل المدينة. (5) 46 - الكافي: علي بن إبراهيم، عن هارون، عن ابن صدقة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن عمار بن ياسر أكرهه أهل مكة وقلبه مطمئن بالايمان فأنزل الله عز وجل فيه: " إلا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان (6) " فقال له النبي صلى الله عليه وآله عندها:

(١) وقع العهد أو الفرمان: رسم عليه طغراء السلطان. وقع الكتاب أو الصك: وضع اسمه في ذيله قوله: فوقع في رقعتهم أي كتب هذا الجواب في ذيل رقعتهم ووضع اسمه ذيله.
(٢) رواه الطيالسي في مسنده: ٢٩٣ باسناده عن شعبة، عن عمرو بن مرة سمع أبا البختري يحدث عن أبي سعيد قال: لما نزلت هذه الآية: " إذا جاء نصر الله والفتح " قرأها رسول الله صلى الله عليه وآله حتى ختمها، ثم قال: أنا وأصحابي خير، والناس خير، لا هجرة بعد الفتح.
قال أبو سعيد: حدثت بهذا الحديث مروان بن الحكم وكان أميرا على المدينة: فقال: كذبت وعنده زيد بن ثابت ورافع بن خديج وهما معه على السرير، فقال أبو سعيد، اما أن هذين لو شاءا لحدثاك، ولكن هذا يخشى أن تنزعه من عرافة قومه، وهذا يخشى أن تنزعه عن الصدقة، يعنى زيد بن ثابت، قال: فرفع عليه الدرة، قال: فلما رأيا ذلك قال: صدق.
(٣) عيون أخبار الرضا: ٢٤٠. فيه: قال: فرجعوا إلى قوله.
(٤) الأنفال: ٧٢.
(٥) تفسير العياشي ج ٢: ٧٠، وأخرجه البحراني أيضا في تفسير البرهان ٢: ٩٨.
(٦) النحل: ١٠٦.
(٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 ... » »»
الفهرست