بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٩ - الصفحة ٨٤
أبا جهل إلى العلو، وبلغه إلى الجنان، فقال من فيها من الخزان والحور الحسان:
من هذا المتعصب لمحمد إذ قد كذبوه وهجروه؟ وقيل لهم: هذا النائب عنه، و البائت على فراشه يجعل نفسه لنفسه وقاء، وروح لروحه فداء، فقال الخزان والحور الحسان: يا ربنا فاجعلنا خزانه، وقالت الحور الحسان: فاجعلنا نساءه فقال الله تعالى: فأنتم له ولمن اختاره، وهو من أوليائه (1) ومحبيه يقسمكم عليهم بأمر الله على من هو أعلم به من الصلاح، أرضيتم؟ قالوا: بلى ربنا وسيدنا. (2) بيان: متيح بضم الميم: أي مهيئ للنجاة، وفي النسخ المصححة: منج، و هو أظهر معنى، وطحطحت الشئ: كسرته وفرقته، والغلة بالضم: حرارة العطش والصدى العطش.
35 - إعلام الورى: قال ابن عباس: لما انطلق النبي صلى الله عليه وآله إلى الغار أنا عليا في مكانه وألبسه برده، فجاءت قريش تريد أن يقتل رسول الله صلى الله عليه وآله، فجعلوا يرمون عليا عليه السلام وهم يرون أنه النبي صلى الله عليه وآله، فجعل يتضور، فلما نظروا إذا هو علي عليه السلام.
وروى علي بن هاشم، (3) عن محمد بن عبد الله بن أبي رافع، عن أبيه، عن جده أبي رافع قال: كان علي عليه السلام يجهز النبي صلى الله عليه وآله حين كان في الغار يأتيه بالطعام والشراب، واستأجر له ثلاث رواحل للنبي صلى الله عليه وآله ولأبي بكر، ولدليلهم رقيد، (4) وخلفه النبي صلى الله عليه وآله ليخرج (5) إليه أهله، فأخرجهم، وأمره أن يؤدي

(1) في المصدر: أنتم له ولمن يختاره من أوليائه.
(2) التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام: 189 - 191.
(3) في نسخة: علي بن إبراهيم بن هاشم: أقول: الأول مختصر.
(4) هكذا في نسخة امين الضرب، وفى النسخة المخطوطة: وقيد: وفى المصدر: وقيل:
وخلفه إه‍. ولعله الصحيح لأنا لم نظفر على من كان اسمه رقيدا أو وقيدا.
(5) في نسخة: يتخرج إليه.
(٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 ... » »»
الفهرست