بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٩ - الصفحة ٧٨
ورأي أبو بكر واحدا يبول قبلهم، فقال: قد أبصرونا، فقال النبي صلى الله عليه وآله لو أبصرونا لما استقبلونا بعوراتهم. (1) 29 - تفسير العياشي: عن سعيد بن المسيب، عن علي بن الحسين عليه السلام قال: كانت خديجة ماتت قبل الهجرة بسنة، ومات أبو طالب بعد موت خديجة بسنة فلما فقدهما رسول الله صلى الله عليه وآله شنأ (2) المقام بمكة، ودخله حزن شديد، وأشفق على نفسه من كفار قريش، فشكا إلى جبرئيل ذلك، فأوحى الله إليه: يا محمد اخرج من القرية الظالم أهلها، وهاجر إلى المدينة، فليس لك اليوم بمكة ناصر، وانصب للمشركين حربا، فعند ذلك توجه رسول الله صلى الله عليه وآله إلى المدينة. (3) 30 - تفسير العياشي: عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: أما قوله: " ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤوف بالعباد (3) " فإنها نزلت في علي بن أبي طالب عليه السلام حين بذل نفسه لله ولرسوله صلى الله عليه وآله ليلة اضطجع على فراش رسول الله صلى الله عليه وآله لما طلبته كفار قريش. (5) 31 - تفسير العياشي: عن ابن عباس قال: فدى علي عليه السلام بنفسه، لبس ثوب النبي صلى الله عليه وآله ثم نام مكانه، فكان المشركون يرمون رسول الله، قال: فجاء أبو بكر وعلي عليه السلام نائم، وأبو بكر يحسب أنه نبي الله، فقال: أين نبي الله؟ فقال علي: إن نبي الله قد انطلق نحو بئر ميمون فأدرك، قال: فانطلق أبو بكر فدخل معه الغار، وجعل عليه السلام يرمى بالحجارة كما كان يرمى رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يتضور قد لف رأسه، فقالا: إنك كنت (6)، لو كان صاحبك لا يتضور قد استنكرنا

(١) مناقب آل أبي طالب ١: ١١١.
(٢) أي كره وأبغض المقام بها.
(٣) تفسير العياشي ج ١: ٢٥٧.
(٤) البقرة: ٢٠٦.
(٥) تفسير العياشي ج ١: ١٠١.
(6) هذا يوافق ما يأتي عن الطبري وابن حنبل، وأما سائر الروايات ففيها انه لقيه رسول الله صلى الله عليه وآله في الطريق، ولعل التوفيق بينهما ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد ما لم يطلع أحدا على خروجه مخافة أن يعلم المشركون ذلك بل نهى أصحابه عن الخروج في تلك الليلة خرج بنفسه، ثم اتى أبو بكر إلى دار النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليتعرف ما هو فيه، فاعلمه علي عليه السلام انه قد خرج وحيدا، فتعجل أبو بكر حتى لحق به في الطريق.
(٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 ... » »»
الفهرست