بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٩ - الصفحة ٧٧
الجدري، والبثرة، وقد نفطت كفه كفرحت قرحت عملا أو مجلت (1)، وأنفطها العمل.
28 - مناقب ابن شهرآشوب: علي بن إبراهيم بن هاشم: ما زال أبو كرز الخزاعي يقفو أثر النبي صلى الله عليه وآله فوقف على باب الحجر، يعني الغار، فقال: هذه قدم محمد، والله أخت القدم التي في المقام، وقال: هذه قدم أبي قحافة أو ابنه، وقال: ما جازوا هذا المكان إما أن يكونوا صعدوا في السماء، أو دخلوا في الأرض، وجاء فارس من الملائكة في صورة الانس فوقف على باب الغار وهو يقول لهم: اطلبوه في هذه الشعاب، فليس ههنا، وتبعه القوم فعمى الله أثره وهو نصب أعينهم، وصدهم عنه وهم دهاة العرب وكان الغار ضيق الرأس، فلما وصل إليه النبي صلى الله عليه آله اتسع بابه، فدخل بالناقة فعاد الباب وضاق كما كان في الأول.
الواقدي: لما خرج النبي صلى الله عليه وآله إلى الغار فبلغ الجبل وجده مصمتا (2) فانفرج حتى دخل رسول الله صلى الله عليه وآله الغار.
زيد بن أرقم وأنس والمغيرة: أمر الله شجرة صغيرة فنبتت في وجه الغار، وأمر العنكبوت فنسجت في وجهه، وأمر حمامتين وحشيتين فوقفتا بفم الغار.
وروي أنه أنبت الله تعالى على باب الغار ثمامة وهي شجرة صغيرة.
الزهري: ولما قربوا من الغار بقدر أربعين ذراعا تعجل بعضهم لينظر من فيه، فرجع إلى أصحابه فقالوا له: ما لك لا تنظر في الغار؟ فقال: رأيت حمامتين بفم الغار فعلمت أن ليس فيه أحد، وسمع النبي صلى الله عليه وآله ما قال فدعا لهن، (3) وفرض جزاءهن، فانحدرن في الحرم.

(1) مجلت يده; ظهر فيها المجل. والمجل أن يكون بين الجلد واللحم ماء من كثرة العمل. يقال للمجل بالفارسية: آبله أو تأول.
(2) المصمت وزان اسم المفعول: الذي لا جوف له. باب مصمت: مغلق مبهم اغلاقه. حائط مصمت: لا فرجة فيه.
(3) أي للحمامات. والجمع باعتبار جماعة الحمامة وجنسها.
(٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 ... » »»
الفهرست