بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٩ - الصفحة ٧٠
أسماء ابنتي وقل لها: تهيئي لي زادا وراحلتين، وأعلم عامر بن فهيرة أمرنا - و كان من موالي أبي بكر، وكان قد أسلم - وقل له ائتنا بالزاد والراحلتين، فجاء ابن أريقط إلى علي عليه السلام فأخبره بذلك، فبعث علي بن أبي طالب عليه السلام إلى رسول الله صلى الله عليه وآله بزاد وراحلة، وبعث ابن فهيرة بزاد وراحلتين، وخرج رسول الله صلى الله عليه وآله من الغار، وأخذ به ابن أريقط على طريق نخلة بين الجبال، فلم يرجعوا إلى الطريق إلا بقديد فنزلوا على أم معبد هناك وقد مر حديث شاة أم معبد والمعجزة التي ظهرت فيها في أبواب المعجزات، وكذا حديث سراقة ابن مالك بن جعشم المدلجي، ورسوخ قوائم فرسه في الأرض وغيرهما من المعجزات فرجع عنه سراقة فلما كان من الغد وافته قريش فقالوا: يا سراقة هل لك علم بمحمد؟ فقال: بلغني أنه خرج عنكم وقد نفضت (1) هذه الناحية لكم، ولم أر أحدا ولا أثرا فارجعوا فقد كفيتكم ما ههنا، وقد كانت الأنصار بلغهم خروج رسول الله صلى الله عليه وآله إليهم، وكانوا يتوقعون قدومه إلى أن وافى مسجد قبا، ونزل، فخرج الرجال والنساء يستبشرون بقدومه (2) إلى آخر ما سيأتي في الباب الآتي.
21 - بصائر الدرجات: عبد الله بن محمد، عن إبراهيم بن محمد، عن عمرو بن سعيد الثقفي، عن يحيى بن الحسين بن الفرات، عن يحيى بن المساور، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر عليه السلام قال: لما صعد رسول الله صلى الله عليه وآله الغار طلبه علي بن أبي طالب عليه السلام وخشي أن يغتاله المشركون، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله على حراء، وعلي عليه السلام على ثبير، فبصر به النبي صلى الله عليه وآله فقال: مالك يا علي؟ قال: بأبي أنت وأمي خشيت أن يغتالك المشركون فطلبتك، فقال النبي صلى الله عليه وآله: ناولني يدك يا علي فزحف الجبل حتى خطا برجله إلى الجبل الآخر، ثم رجع الجبل إلى قراره (3)

(١) نفض المكان، نظر جميع ما فيه حتى يتعرفه ونفض الطريق تتبعها.
(٢) إعلام الورى: ٤١ و ٤٢، قصص الأنبياء، مخطوط.
(٣) بصائر الدرجات: ١٢٠.
(٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 ... » »»
الفهرست