بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٩ - الصفحة ٥١
فهم لا يبصرون " وقال جبرئيل: خذ على طريق ثور، وهو جبل على طريق منى، له سنام (1) كسنام الثور، فدخل الغار (2)، وكان من أمره ما كان، فلما أصبحت قريش وثبوا إلى الحجرة وقصدوا الفراش، فوثب علي عليه السلام في وجوههم، فقال:
ما شأنكم؟ قالوا له: أين محمد؟ قال: أجعلتموني عليه رقيبا؟ ألستم قلتم: نخرجه من بلادنا؟ فقد خرج عنكم، فأقبلوا على أبي لهب يضربونه، ويقولون: أنت تخدعنا منذ الليلة (3)، فتفرقوا في الجبال، وكان فيهم رجل من خزاعة يقال له: أبو كرز يقفو الآثار، فقالوا: يا أبا كرز اليوم اليوم، فوقف بهم على باب حجرة رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال: هذه قدم محمد، والله لأنها لأخت القدم التي في المقام، وكان أبو بكر استقبل رسول الله صلى الله عليه وآله فرده معه، فقال أبو كرز: وهذه قدم أبي قحافة أو ابنه، ثم قال: وههنا غير (4) ابن أبي قحافة، فما زال بهم حتى أوقفهم على باب الغار، ثم قال: ما جازوا (5) هذا المكان، إما إن يكونوا صعدوا إلى السماء، أو دخلوا (6) تحت الأرض، وبعث الله العنكبوت فنسجت على باب الغار، وجاء فارس من الملائكة حتى وقف على باب الغار، ثم قال: ما في الغار أحد، فتفرقوا في الشعاب، وصرفهم الله عن رسول الله صلى الله عليه وآله ثم أذن لنبيه في الهجرة (7).
بيان: قال الجزري: فيه جاءت هوازن على بكرة أبيها، هذه كلمة مثل للعرب

(1) السنام: حدبة في ظهر البعير والثور.
(2) في إعلام الورى: فمر رسول الله صلى الله عليه وآله وتلقاه أبو بكر في الطريق فأخذ بيده ومر به، فلما انتهى إلى ثور دخل الغار.
(3) في إعلام الورى: فأقبلوا إليه يضربونه فمنعهم أبو لهب، وقالوا: أنت كنت تخدعنا منذ الليلة. أقول: أي قالوا لعلى عليه السلام، لأنه بنومه على فراش رسول الله صلى الله عليه وآله خدعهم فكانوا يظنون أنه النبي صلى الله عليه وآله.
(4) في نسخة: عبر.
(5) في نسخة: ما جاوزوا.
(6) في نسخة: صعدا ودخلا بالتثنية، فعليها، فالصحيح: ما جازا. أيضا.
(7) تفسير القمي: 249 - 253 والألفاظ منه، إعلام الورى: 39 و 40 ط 1 و 69 - 73 ط 2، وألفاظه يخالف المنقول، قصص الأنبياء: مخطوط.
(٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 ... » »»
الفهرست