بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٩ - الصفحة ٤٨
مالك، وسعد بن عبادة، والمنذر بن عمر (1)، وعبد الله بن رواحة، وسعد بن الربيع، وعبادة بن الصامت، ومن الأوس أبو الهيثم بن التيهان، وهو من اليمن، وأسيد بن حضير (2) وسعد بن خيثمة (3)، فلما اجتمعوا وبايعوا لرسول الله صاح إبليس يا معشر قريش والعرب هذا محمد والصباة من أهل يثرب على جمرة العقبة يبايعونه على حربكم، فأسمع أهل منى وهاجت قريش، فأقبلوا بالسلاح، وسمع رسول الله صلى الله عليه وآله النداء فقال للأنصار: تفرقوا، فقالوا: يا رسول الله إن أمرتنا أن نميل عليهم بأسيافنا فعلنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: لم أؤمر بذلك. ولم يأذن الله لي في محاربتهم، قالوا:
فتخرج معنا؟ قال: أنتظر أمر الله، فجاءت قريش على بكرة أبيها قد أخذوا السلاح وخرج حمزة وأمير المؤمنين عليهما السلام ومعهما السيف فوقفا على العقبة، فلما نظرت قريش إليهما قالوا: ما هذا الذي اجتمعتم له؟ فقال حمزة: ما اجتمعنا وما ههنا أحد، والله لا يجوز هذه العقبة أحد إلا ضربته بسيفي (4) فرجعوا إلى مكة وقالوا: لا نأمن أن يفسد أمرنا ويدخل واحد من مشايخ قريش في دين محمد، فاجتمعوا في دار الندوة وكان لا يدخل دار الندوة إلا من أتى عليه أربعون سنة فدخلوا أربعين رجلا من مشايخ قريش، وجاء إبليس في صورة شيخ كبير فقال له البواب: من أنت؟ قال: أنا شيخ من أهل نجد لا يعدمكم (5) مني رأي صائب، إني حيث بلغني اجتماعكم في أمر هذا الرجل فجئت لأشير عليكم، فقال: ادخل، فدخل إبليس فلما أخذوا مجلسهم قال أبو جهل: يا معشر قريش إنه لم يكن أحد من العرب أعز منا، نحن أهل الله تفد إلينا العرب في السنة

(1) هكذا في النسخ، والصحيح المنذر بن عمرو.
(2) في نسخة: أسيد بن حصين، وفى أخرى: أسد بن حضير وكلاهما مصحفان، وأسيد بضم الهمزة، وحضير بضم الحاء المهملة وفتح الضاد المعجمة، والرجل هو أسيد بن حضير بن سماك ابن عتيك الأنصاري الأشهلي أبو يحيى صحابي، مات سنة 20 - أو 21.
(3) في بعض المصادر خثيمة بتقديم الثاء وهو مصحف، والصحيح خيثمة بتقديم الياء على الثاء.
(4) في نسخة: الا رويت سيفي هذا من دمه.
(5) في نسخة: لا يعدوكم.
(٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 ... » »»
الفهرست