بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٩ - الصفحة ٥٠
قالوا: وما هي (1)؟ قال: يجتمع من كل بطن من بطون قريش وقبائل العرب ما أمكن ويكون معهم من بني هاشم رجل، فيأخذون سكينة أو حديدة أو سيفا فيدخلون عليه فيضربونه كلهم ضربة واحدة حتى يتفرق دمه في قريش كلها، فلا يستطيع بنو - هاشم أن يطلبوا بدمه، وقد شاركوه فيه فان سألوكم أن تعطوهم الدية فأعطوهم ثلاث ديات، فقالوا: نعم وعشر ديات، ثم قال (2): الرأي رأي الشيخ النجدي، فاجتمعوا فيه ودخل معهم في ذلك أبو لهب عم النبي صلى الله عليه وآله، ونزل جبرئيل على رسول الله صلى الله عليه وآله وأخبره أن قريشا قد اجتمعت في دار الندوة يدبرون عليك وأنزل الله عليه في ذلك:
" وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين " واجتمعت قريش أن يدخلوا عليه ليلا فيقتلوه وخرجوا (3) إلى المسجد يصفرون ويصفقون ويطوفون بالبيت، فأنزل الله: " وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية " (4) فالمكاء: التصفير، والتصدية: صفق اليدين وهذه الآية معطوفة على قوله: " وإذ يمكر بك الذين كفروا " وقد كتبت بعد آيات كثيرة، فلما أمسى رسول الله صلى الله عليه وآله جاءت قريش ليدخلوا عليه، فقال أبو لهب: لا أدعكم أن تدخلوا عليه بالليل، فإن في الدار صبيانا ونساء، ولا نأمن أن تقع يد خاطئة، فنحرسه الليلة، فإذا أصبحنا دخلنا عليه، فناموا حول حجرة رسول الله صلى الله عليه وآله، وأمر رسول - الله صلى الله عليه وآله أن يفرش له، ففرش له، فقال لعلي بن أبي طالب عليه السلام: افدني بنفسك، قال: نعم يا رسول الله، قال: نم على فراشي، والتحف ببردتي، فنام على فراش رسول الله صلى الله عليه وآله والتحف ببردته وجاء جبرئيل فأخذ بيد رسول الله فأخرجه على قريش وهم نيام وهو يقرأ عليهم: (5) " وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم

(١) في التفسير: وما هو؟
(٢) في التفسير: ثم قالوا. وفى إعلام الورى: وقالوا بأجمعهم.
(٣) قوله: وخرجوا إلى قوله: فلما أمسى مختص بتفسير القمي، وإعلام الورى خال عنه، وأما كتاب قصص الأنبياء فليست عندنا نسخته حتى نعلم ما فيه.
(٤) الأنفال: ٣٥.
(٥) يس: ٩.
(٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 ... » »»
الفهرست