بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٩ - الصفحة ٣٢٤
من بني زهرة وبني عدي بن كعب، وأخرج فيهم طالب كرها فلم يوجد في القتلى والأسرى.
الكلبي وأبو جعفر وأبو عبد الله عليهما السلام: كان إبليس في صف المشركين آخذا بيد الحارث بن هشام فنكص على عقيبة، فقال له الحارث: يا سراق إلى أين؟ أتخذلنا على هذه الحالة؟ فقال: إني أرى ما لا ترون، فقال: والله ما ترى إلا جعاسيس يثرب فدفع في صدر الحارث وانطلق وانهزم الناس، وقال النبي صلى الله عليه وآله في العريش (1):
" اللهم إنك إن تهلك هذه العصابة اليوم لا تعبد بعد اليوم " فنزل: " إذ تستغيثون ربكم (2) " فخرج يقول: " سيهزم الجمع ويولون الدبر (3) " الآية، فأيده الله (4) بخمسة آلاف من الملائكة مسومين، وكثرهم في أعين المشركين في أعينهم.
وقال علي عليه السلام وابن عباس في قوله: " مسومين (5) " كان عليهم عمائم بيض أرسلوها بين أكتافهم، وقال عروة: كانوا على خيل بلق عليهم عمائم صفر.
الحسن وقتادة: كانوا أعلموا بالصوف في نواصي الخيل وأذنابها.

(١) العريش: كل ما يستظل به. أقول: وقد بنى له صلى الله عليه وآله عريش قبل الحرب قال ابن هشام في السيرة: قال ابن إسحاق: حدثني عبد الله بن أبي بكر انه حدث ان سعد بن معاذ رضي الله عنه قال: يا نبي الله الا نبني لك عريشا تكون فيه ونعد عندك ركائبك. ثم نلقى عدونا. فان أعزنا الله وأظهرنا على عدونا كان ذلك ما أحببنا، وان كانت الأخرى جلست على ركائبك فلحقت بما وراءنا من قومنا. فقد تخلف عنك أقوام يا نبي الله ما نحن بأشد حبا لك منهم، ولو ظنوا انك تلقى حربا ما تخلفوا عنك، يمنعك الله بهم يناصحوك ويجاهدون معك، فاثنى عليه رسول الله صلى الله عليه وآله خيرا ودعا له بخير، ثم بنى لرسول الله صلى الله عليه وآله عريش فكان فيه.
(٢) أشرنا إلى موضع الآية في صدر الباب.
(٣) القمر: ٤٥.
(4) في المصدر: أمده الله.
(5) أشرنا إلى موضع الآيات في صدر الباب.
(٣٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 319 320 321 322 323 324 325 326 327 328 329 ... » »»
الفهرست