بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٩ - الصفحة ٣٢٦
عما امتحنه الله به في حياة النبي صلى الله عليه وآله وبعد وفاته، قال: وأما الثالثة يا أخا اليهود فإن ابني ربيعة وابن عتبة كانوا فرسان قريش، دعوا إلى البراز يوم بدر، فلم يبرز لهم خلق من قريش، فأنهضني رسول الله مع صاحبي رضي الله عنهما وقد فعل وأنا أحدث أصحابي سنا، وأقلهم للحرب تجربة، فقتل الله عز وجل بيدي وليدا وشيبة سوى من قتلت من جحاجحة قريش في ذلك اليوم وسوى من أسرت، وكان مني أكثر مما كان من أصحابي، واستشهد ابن عمي في ذلك اليوم رحمة الله عليه، ثم التفت إلى أصحابه فقال: أليس كذلك؟ قالوا: بلى يا أمير المؤمنين (1).
بيان: الجحاجحة، جمع الجحجاح وهو السيد الكريم.
82 - وقال الكازروني في المنتقى: قال ابن إسحاق: حدثني محمد بن جعفر بن الزبير، عن عروة قال: جلس عمير بن وهب الجمحي مع صفوان بن أمية بعد مصاب أهل بدر وهو في الحجر، وكان عمير شيطانا من شياطين قريش، وكان يؤذي رسول الله صلى الله عليه وآله وأصحابه بمكة وكان ابنه وهيب بن عمير في أسارى بدر، فذكر أصحاب القليب ومصابهم، فقال صفوان: والله ليس في العيش خير بعدهم، فقال له عمير: صدقت والله، أما والله لولا دين علي ليس له عندي قضاء وعيال أخشى عليهم الضيعة بعدي لركبت إلى محمد حتى أقتله، فإن لي قبلهم علة ابني أسير في أيديهم، فقال صفوان: فعلي دينك أنا أقضيه عنك، وعيالك مع عيالي، أواسيهم أسوتهم ما بقوا، قال عمير: فاكتم علي شأني وشأنك، قال: أفعل، ثم إن عميرا أمر بسيفه فشحذ له (2) وسم، ثم انطلق حتى قدم المدينة، فلما دخل على النبي صلى الله عليه وآله فقال:
أنعموا صباحا، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: قد أكرمنا الله بتحية خير من تحيتك يا عمير بالسلام تحية أهل الجنة، ما جاء بك يا عمير؟ قال: جئت لهذا الأسير الذي في أيديكم فأحسنوا فيه، قال: فما بال السيف في عنقك: قال: قبحها الله من سيوف، وهل أغنت شيئا؟ قال: اصدقني بالذي جئت له، قال: ما جئت إلا لذلك، فقال النبي

(١) الخصال 2: 15. والحديث طويل.
(2) أي أحده.
(٣٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 321 322 323 324 325 326 327 328 329 330 331 ... » »»
الفهرست