بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٩ - الصفحة ٣٣٥
فقطعها، وكر حمزة وعلي عليهما السلام على شيبة فقتلاه، ونزلت فيهم هذه الآية: " هذان خصمان اختصموا في ربهم " (1).
وروى محمد بن إسحاق أن عتبة بارز عبيدة، وشيبة حمزة، فقتل حمزة شيبة لم يمهله أن قتله، ولم يمهل علي عليه السلام الوليد أن قتله، واختلف عبيدة وعتبة بينهما ضربتين كلاهما أثبت صاحبه، وكر حمزة وعلي على عتبة: بأسيافهما حتى دففا عليه، واحتملا صاحبهما إلى الصف.
قال ابن أبي الحديد: هذه الرواية توافق ما يذكره أمير المؤمنين عليه السلام في كلامه إذ يقول لمعاوية: " وعندي السيف الذي أعضضت به أخاك وخالك وجدك يوم بدر " ويقول في موضع آخر: " قد عرفت مواضع (2) نصالها في أخيك وخالك وجدك وما هي من الظالمين ببعيد ".
واختار البلاذري رواية الواقدي وقال: هذا هو المناسب لأحوالهم من طريق السن لان شيبة أسن الثلاثة فجعل بإزاء عبيدة وهو أسن الثلاثة.
قال الواقدي: روى عروة، عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وآله جعل شعار المهاجرين يوم بدر: يا بني عبد الرحمن، وشعار الخزرج: يا بني عبد الله، وشعار الأوس: يا بني عبيد الله، قال: وروى زيد بن علي بن الحسين عليهما السلام أن شعار رسول الله صلى الله عليه وآله كان يوم بدر: يا منصور أمت.
قال الواقدي: ونهى رسول الله صلى الله عليه وآله عن قتل أبي البختري، وقد مر ذكره وعن قتل الحارث بن عامر بن نوفل وكان كارها للخروج إلى بدر، فلقيه خبيب بن يساف فقتله ولا يعرفه، وعن قتل زمعة بن الأسود فقتله ثابت بن الجذع ولا يعرفه قال الواقدي: وكان عقبة بن أبي معيط قال شعرا بعد هجرة النبي صلى الله عليه وآله إلى المدينة فبلغ النبي صلى الله عليه وآله ذلك فقال: " اللهم أكبه لمنخره واصرعه " فجمح (3) به فرسه

(1) أشرنا إلى موضع الآية في صدر الباب.
(2) في المصدر: مواقع.
(3) جمع الفرس: تغلب على راكبه وذهب به لا ينثني.
(٣٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 330 331 332 333 334 335 336 337 338 339 340 ... » »»
الفهرست