بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٩ - الصفحة ٢١٠
لدخول الخوف عليهم بذلك على ما يكون من طبع البشر، ويحتمل أن يكون قالوا (1) ذلك استفهاما لا إنكارا، وقيل: إنما قالوا ذلك لأنهم ركنوا إلى الدنيا، وآثروا نعيمها " لولا أخرتنا " أي هلا أخرتنا " إلى أجل قريب " وهو إلى أن نموت بآجالنا، والفتيل: ما تفتله بيدك من الوسخ ثم تلقيه عن ابن عباس، وقيل: ما في شق النواة، لأنه كالخيط المفتول، والبروج: القصور، وقيل: بروج السماء وقيل: البيوت التي فوق الحصون، وقيل: الحصون والقلاع، والمشيدة: المجصصة أو المزينة، وقيل: المطولة في ارتفاع " وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله " قيل: القائلون هم اليهود قالوا: ما زلنا نعرف النقص في ثمارنا ومزارعنا منذ قدم علينا هذا الرجل، فالمراد بالحسنة الخصب والمطر، وبالسيئة الجدب والقحط، و قيل: هم المنافقون عبد الله بن أبي وأصحابه الذين تخلفوا عن القتال يوم أحد قالوا (2) للذين قتلوا في الجهاد: " لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا " فالمعنى إن يصبهم ظفر وغنيمة قالوا هذه من عند الله، وإن يصبهم مكروه وهزيمة قالوا: هذه من عندك، وبسوء تدبيرك، وقيل: هو عام في اليهود والمنافقين، وقيل: هو حكاية عمن سبق ذكرهم قبل الآية، وهم الذين يقولون: " ربنا لم كتبت علينا القتال (3) ".
قوله تعالى: " يسألونك عن الأنفال " قال الطبرسي رحمه الله اختلف المفسرون في الأنفال ههنا فقيل: هي الغنائم التي غنمها النبي صلى الله عليه وآله يوم بدر عن ابن عباس وصحت الرواية عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام أنهما قالا: إن الأنفال كل ما اخذ من دار الحرب بغير قتال، وكل أرض انجلى أهلها عنها بغير قتال، وميراث من لا وارث له، وقطائع الملوك إذا كانت في أيديهم من غير غصب، والآجام وبطون الأودية، والأرضون الموات وغير ذلك مما هو مذكور في مواضعه، وقالا: هي لله

(1) في المصدر: أن يكونوا قالوا.
(2) في المصدر: وقالوا.
(3) مجمع البيان 3: 77 و 78. والمنقول في الكتاب مختصر ومختار من المصدر.
(٢١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 ... » »»
الفهرست