الله ورسوله به واحذروا مخالفة أمرهما " وأصلحوا ذات بينكم " أي ما بينكم من الخصومة والمنازعة " وأطيعوا الله ورسوله " أي اقبلوا ما أمرتم به في الغنائم وغيرها " إن كنتم مؤمنين " مصدقين للرسول فيما يأتيكم به، وفي تفسير الكلبي: إن الخمس لم يكن مشروعا يومئذ، وإنما شرع يوم أحد، وفيه: إنه لما نزلت هذه الآية عرف المسلمون أنه لا حق لهم في الغنيمة، وأنها لرسول الله صلى الله عليه وآله، فقالوا:
يا رسول الله سمعا وطاعة فاصنع ما شئت، فنزل قوله: " واعلموا أنما غنمتم من شئ فأن لله خمسه " أي ما غنمتم بعد بدر، وروي أن رسول الله صلى الله عليه وآله قسم غنائم بدر على سواء ولم يخمس (1).
" كما أخرجك ربك من بيتك " الكاف في قوله: " كما أخرجك " يتعلق بما دل عليه قوله: " قل الأنفال لله والرسول " لان هذا في معنى (2) نزعها من أيديهم بالحق، كما أخرجك ربك بالحق (3)، فالمعنى قل الأنفال لله ينزعها عنكم مع كراهتكم ومشقة ذلك عليكم، لأنه أصلح لكم، كما أخرجك ربك من بيتك مع كراهة فريق من المؤمنين ذلك، لان الخروج كان أصلح لكم من كونكم في بيتكم، والمراد بالبيت هنا المدينة، يعني خروج النبي صلى الله عليه وآله منها إلى بدر، وقيل:
يتعلق بيجادلونك أي يجادلونك في الحق كارهين له كما جادلوك حين أخرجك ربك كارهين للخروج كراهية طباع، فقال بعضهم: كيف نخرج ونحن قليل والعدو كثير؟ وقال بعضهم: كيف نخرج على عمياء لا ندري إلى العير نخرج أم إلى القتال؟
فشبه جدالهم بخروجهم لان القوم جادلوه بعد خروجهم كما جادلوه عند الخروج، فقالوا: هلا أخبرتنا بالقتال فكنا نستعد لذلك، فهذا هو جدالهم، وقيل: يعمل فيه معنى الحق بتقدير، هذا الذكر الحق كما أخرجك ربك من بيتك بالحق