بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٩ - الصفحة ٢٠٦
قبل أجله، وانطلق كعب بن الأشرف (1) إلى مكة في ستين راكبا فوافقهم، و أجمعوا أمرهم على رسول الله صلى الله عليه وآله لتكونن كلمتنا واحدة، ثم رجعوا إلى المدينة فأنزل الله فيهم هذه الآية، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس (2).
وقال رحمه الله في قوله تعالى: " قد كان لكم آية ": نزلت الآية في قصة بدر وكانت المسلمون ثلاث مائة وثلاثة عشر رجلا على عدة أصحاب طالوت الذين جاوزوا معه النهر، سبعة وسبعون رجلا من المهاجرين، ومائتان وستة وثلاثون رجلا من الأنصار، وكان صاحب لواء رسول الله صلى الله عليه وآله والمهاجرين علي بن أبي طالب عليه السلام، و صاحب راية الأنصار سعد بن عبادة، (3) وكانت الإبل في جيش رسول الله صلى الله عليه وآله سبعين بعيرا، والخيل فرسين: فرس للمقداد بن الأسود، وفرس لمرثد بن أبي مرثد، و كان معهم من السلاح ستة أدرع، وثمانية سيوف، وجميع من استشهد يومئذ أربعة عشر: ستة من المهاجرين، وثمانية من الأنصار، واختلف في عدة المشركين فروي عن علي عليه السلام وابن مسعود أنهم كانوا ألفا، وعن قتادة وعروة بن الزبير والربيع كانوا بين تسعمائة إلى ألف، وكان خيلهم مائة فرس، ورئيسهم عتبة بن ربيعة بن عبد شمس، وكان حرب بدر أول مشهد شهده رسول الله صلى الله عليه وآله، وكان سبب ذلك عير أبي سفيان، والخطاب في الآية لليهود الذين نقضوا العهد، أو للناس جميعا ممن حضر الوقعة، وقيل: للمشركين واليهود " آية " أي حجة وعلامة ومعجزة دالة على صدق محمد صلى الله عليه وآله " في فئتين التقتا " أي فرقتين اجتمعتا ببدر من المسلمين والكافرين " فئة تقاتل في سبيل الله " أي في دينه وطاعته وهم الرسول وأصحابه " وأخرى " أي وفرقة أخرى " كافرة " وهم مشركوا أهل مكة " يرونهم مثليهم رأي العين " أي في ظاهر العين، اختلف في معناه، فقيل: معناه يرى المسلمون المشركين مثلي عدد

(1) هو من اليهود الذين يحقدون على النبي صلى الله عليه وآله، كان من طيئ ثم أحد بنى نبهان وأمه من بنى النضير.
(2) مجمع البيان 2: 413.
(3) وقال في ص 498 وقيل: سعد بن معاذ.
(٢٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 ... » »»
الفهرست