بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٩ - الصفحة ١٧٦
هذه الآية الآية التي أذن لهم فيها أن يجنحوا، ثم أنزل الله سبحانه في آخر السورة " فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم " إلى آخر الآية، ومن ذلك أن الله تعالى فرض القتال على الأمة فجعل على الرجل الواحد أن يقاتل عشرة من المشركين فقال: " إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين " إلى آخر الآية، ثم نسخها سبحانه فقال: " الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فان يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين إلى آخر الآية فنسخ بهذه الآية ما قبلها، فصار من فر من المؤمنين في الحرب إن كانت عدة المشركين أكثر من رجلين لرجل لم يكن فارا من الزحف، وإن كانت العدة رجلين لرجل كان فارا من الزحف وساق الحديث إلى قوله عليه السلام: ونسخ قوله سبحانه: " وقولوا للناس حسنا " يعني اليهود حين هادنهم رسول الله صلى الله عليه وآله، فلما رجع من غزاة تبوك أنزل الله تعالى: " قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر " إلى قوله تعالى: " وهم صاغرون " فنسخت هذه الآية تلك الهدنة. (1) 20 - الكافي: علي، عن أبيه، عن البزنطي، عن أبان بن عثمان، عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام أن ثمامة بن أثال (2) أسرته خيل النبي صلى الله عليه وآله وقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: " اللهم أمكني من ثمامة " فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: إني مخيرك واحدة من ثلاث: أقتلك، قال: إذا تقتل عظيما، أو أفاديك، قال: إذا تجدني غاليا، أو أمن عليك، قال: إذا تجدني شاكرا، قال: فإني قد مننت عليك، قال: فإني أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله، وقد والله علمت أنك رسول الله حيث رأيتك، وما كنت لأشهد بها وأنا في الوثاق. (3)

(1) المحكم والمتشابه: 9 و 11 و 15، وتقدم ذكر مواضع الآيات في صدر الباب.
(2) هو ثمامة بن أثال بن النعمان بن مسلمة بن عبيد بن ثعلبة بن يربوع بن ثعلبة بن الدؤل ابن حنيفة، سيد أهل اليمامة، خرج معتمرا فظفر به خيل لرسول الله صلى الله عليه وآله بنجد فجاؤوا به. توجد ترجمته في كتب التراجم.
(3) روضة الكافي: 299 و 300 وفيه: وانك محمد رسول الله.
(١٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 ... » »»
الفهرست