بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٩ - الصفحة ١٧٥
وهرب الحكم بن كيسان وعثمان بن عبد الدار وأخوه (1) واستأمن الباقون، و استاقوا العير إلى النبي صلى الله عليه وآله، فقال: والله ما أمرتكم بالقتال في الشهر الحرام، و ذلك تحت النخلة فسمي غزوة النخلة، فنزل: " يسئلونك عن الشهر الحرام قتال فيه " الآية، فأخذ العير وفدى الأسيرين ثم غزى بدر الكبرى. (2) 19 - أقول: في تفسير النعماني بسنده المذكور في كتاب القرآن عن الصادق عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام في ذكر الناسخ والمنسوخ: ومنه أن الله تبارك وتعالى لما بعث محمدا صلى الله عليه وآله أمره في بدء أمره أن يدعو بالدعوة فقط، وأنزل عليه: " يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه و سراجا منيرا وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا * ولا تطع الكافرين و المنافقين ودع أداهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا " فبعثه الله بالدعوة فقط، و أمره أن لا يؤذيهم، فلما أرادوه بما هموا به من تبييت (3) أمره الله تعالى بالهجرة وفرض عليه القتال فقال سبحانه: " اذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وأن الله على نصرهم لقدير " فلما أمر الناس بالحرب جزعوا وخافوا فأنزل الله تعالى: " ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة فلما كتب عليهم القتال إذا فريق منهم يخشون الناس كخشية الله أو أشد خشية وقالوا ربنا لم كتبت علينا القتال لولا أخرتنا إلى أجل قريب " إلى قوله سبحانه: " أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة " فنسخت آية القتال آية الكف، فلما كان يوم بدر وعرف الله تعالى حرج المسلمين أنزل على نبيه: " فإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله " فلما قوي الاسلام وكثر المسلمون أنزل الله تعالى: " ولا تهنوا وتدعو إلى السلم وأنتم الأعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم " فنسخت

(١) في الامتاع وسيرة ابن هشام: عثمان بن عبد الله بن المغيرة المخزومي ونوفل بن عبد الله بن المغيرة المخزومي.
(٢) مناقب آل أبي طالب ١: ١٦١ و 162.
(3) في المصدر: بما هموا به من بيته.
(١٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 ... » »»
الفهرست