بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٧ - الصفحة ٣٢٨
صاحبكم، فما يبطئ عنكم إلا للزيادة في الدرجات العاليات في هذه الجنان بإسداء (1) المعروف إلى إخوانه المؤمنين، وأعظم من ذلك مما يسكن حنين سكان الجنان وحورها إلى شيعتنا ما يعرفهم الله من صبر شيعتنا على التقية واستعمالهم التورية ليسلموا (2) من كفرة عباد الله وفسقتهم، فحينئذ تقول خزان الجنان وحورها: لنصبرن على شوقنا إليهم (3) كما يصبرون على سماع المكروه في ساداتهم وأئمتهم، وكما يتجرعون الغيظ، ويسكتون عن إظهار الحق لما يشاهدون من ظلم من لا يقدرون على دفع مضرته، فعند ذلك يناديهم ربنا عز وجل: يا سكان جناتي ويا خزان رحمتي ما لبخل أخرت عنكم أزواجكم وساداتكم، ولكن ليستكملوا (4) نصيبهم من كرامتي بمواساتهم إخوانهم المؤمنين والاخذ بأيدي الملهوفين، والتنفيس عن المكروبين، وبالصبر على التقية من الفاسقين الكافرين، حتى إذا استكملوا أجزل كراماتي نقلتهم إليكم على أسر الأحوال وأغبطها فأبشروا، فعند ذلك يسكن حنينهم وأنينهم.
وأما قلب الله السم على اليهود الذين قصدوه به، وأهلكهم (5) به فإن رسول الله صلى الله عليه وآله لما ظهر بالمدينة اشتد حسد ابن أبي له، فدبر عليه أن يحفر له حفيرة في مجلس من مجالس داره، ويبسط فوقها بساطا، وينصب في أسفل الحفيرة أسنة رماح، ونصب (6) سكاكين مسمومة، وشد أحد جوانب البساط والفراش إلى الحائط، ليدخل رسول الله صلى الله عليه وآله وخواصه مع علي عليه السلام، فإذا وضع رسول الله صلى الله عليه وآله رجله على البساط وقع في الحفيرة، وكان قد نصب في داره، وخبأ رجالا بسيوف مشهورة يخرجون على علي عليه السلام ومن معه عند وقوع محمد في الحفيرة فيقتلونهم بها، ودبر أنه إن لم ينشط للقعود على ذلك

(1) أي باعطاء المعروف واهدائه.
(2) ليسلموا بها خ ل. وهو الموجود في المصدر.
(3) وحنيننا خ ل صح، وهو الموجود في المصدر المطبوع، وفى المخطوط: على شوقنا إليهم و حنيننا إليهم.
(4) إلا ليستكملوا خ ل.
(5) وإهلاكهم به خ ل.
(6) وينصب خ ل.
(٣٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 323 324 325 326 327 328 329 330 331 332 333 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 13: وجوب طاعته وحبه والتفويض إليه صلى الله عليه وآله وفيه 29 حديثا. 1
3 باب 14: باب العشرة معه وتفخيمه وتوقيره في حياته وبعد وفاته صلى الله عليه وآله وفيه 16 حديثا. 15
4 باب 15: عصمته وتأويل بعض ما يوهم خلاف ذلك فيه 21 حديثا. 34
5 باب 16: سهوه ونومه صلى الله عليه وآله عن الصلاة، فيه 17 حديثا. 97
6 باب 17: علمه صلى الله عليه وآله وما دفع إليه من الكتب والوصايا وآثار الأنبياء عليهم السلام ومن دفعه إليه وعرض الأعمال عليه وعرض أمته عليه وأنه يقدر على معجزات الأنبياء فيه 62 حديثا. 130
7 باب 18: فصاحته وبلاغته صلى الله عليه وآله فيه حديثان. 156
8 * أبواب معجزاته صلى الله عليه وآله * باب 1: إعجاز أم المعجزات: القرآن الكريم وفيه بيان حقيقة الإعجاز وبعض النوادر. فيه 24 حديثا. 159
9 باب 2: جوامع معجزاته صلى الله عليه وآله ونوادرها. فيه 18 حديثا. 225
10 باب 3: ما ظهر له صلى الله عليه وآله شاهدا على حقيته من المعجزات السماوية والغرائب العلوية من انشقاق القمر و رد الشمس وحبسها وإضلال الغمامة وظهور الشهب ونزول الموائد والنعم من السماء وما يشاكل ذلك زائدا على ما مضى في باب جوامع المعجزات فيه 19 حديثا. 347
11 باب 4: معجزاته صلى الله عليه وآله في إطاعة الأرضيات من الجمادات والنباتات له وتكلمها معه صلى الله عليه وآله. فيه 59 حديثا. 363
12 باب 5: ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في الحيوانات بأنواعها وإخبارها بحقيته، وفيه كلام الشاة المسمومة زائدا على ما مر في باب جوامع المعجزات. فيه 47 حديثا. 390