بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٧ - الصفحة ٣٢٦
التراب أبدانهما، ووضعا على الأرض بين يديه خدودهما، وقالا: السلام عليك يا حليف الندى،، ومعدن النهى، ومحل الحجى، وعالما بما في الصحف الأولى، ووصي المصطفى، السلام عليك يامن أسعد الله به محبيه، وأشقى بعداوته شانئيه، وجعله (1) سيد آل محمد وذويه، السلام عليك يامن لو أحبه أهل الأرض كما يحبه أهل السماء، لصاروا خيار الأصفياء، ويا من لو أحس بأقل قليل من بغضه من أنفق في سبيل الله ما بين العرش إلى الثرى، لانقلب بأعظم الخزي والمقت من العلي الاعلى، قال: فعجب أصحاب رسول الله الذين كانوا معه، قالوا يا رسول الله ما ظننا أن لعلي هذا المحل من السباع مع محله منك، قال رسول الله صلى الله عليه وآله: فكيف لو رأيتم محله من سائر الحيوانات المبثوثات في البر والبحر وفي السماوات والأرض، والحجب والعرش والكرسي، والله لقد رأيت من تواضع أملاك سدرة المنتهى لمثال علي المنصوب بحضرتهم ليشبعوا بالنظر إليه بدلا من النظر إلى علي كلما اشتاقوا إليه ما يصغر في جنبه تواضع هذين الذئبين، وكيف لا يتواضع الاملاك و غيرهم من العقلاء لعلي وهذا رب العزة قد آلى على نفسه قسما (2) لا يتواضع أحد لعلي قيس (3) شعرة إلا رفعه الله في علو الجنان مسيرة مأة ألف سنة، وإن التواضع الذي تشاهدونه يسير قليل في جنب هذه الجلالة والرفعة اللتين عنهما تخبرون.
وأما حنين العود إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فإن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يخطب بالمدينة إلى جذع (4) نخلة في صحن مسجدها، فقال له بعض أصحابه (5): يا رسول الله إن الناس قد كثروا، وإنهم يحبون النظر إليك إذا خطبت، فلو أذنت أن نعمل لك منبرا له مراقي (6) ترقاها فيراك الناس إذا خطبت، فأذن في ذلك، فلما كان يوم الجمعة مر بالجذع فتجاوزه إلى المنبر فصعده، فلما استوى عليه حن ذلك الجذع حنين الثكلى، وأن أنين الحبلى،

(1) جعلك خ ل.
(2) في المصدر: قسما حقا.
(3) في المصدر: قدر شعرة والمعنى واحد.
(4) في المصدر: على جذع.
(5) أهله خ ل.
(6) مراق خ ل
(٣٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 321 322 323 324 325 326 327 328 329 330 331 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 13: وجوب طاعته وحبه والتفويض إليه صلى الله عليه وآله وفيه 29 حديثا. 1
3 باب 14: باب العشرة معه وتفخيمه وتوقيره في حياته وبعد وفاته صلى الله عليه وآله وفيه 16 حديثا. 15
4 باب 15: عصمته وتأويل بعض ما يوهم خلاف ذلك فيه 21 حديثا. 34
5 باب 16: سهوه ونومه صلى الله عليه وآله عن الصلاة، فيه 17 حديثا. 97
6 باب 17: علمه صلى الله عليه وآله وما دفع إليه من الكتب والوصايا وآثار الأنبياء عليهم السلام ومن دفعه إليه وعرض الأعمال عليه وعرض أمته عليه وأنه يقدر على معجزات الأنبياء فيه 62 حديثا. 130
7 باب 18: فصاحته وبلاغته صلى الله عليه وآله فيه حديثان. 156
8 * أبواب معجزاته صلى الله عليه وآله * باب 1: إعجاز أم المعجزات: القرآن الكريم وفيه بيان حقيقة الإعجاز وبعض النوادر. فيه 24 حديثا. 159
9 باب 2: جوامع معجزاته صلى الله عليه وآله ونوادرها. فيه 18 حديثا. 225
10 باب 3: ما ظهر له صلى الله عليه وآله شاهدا على حقيته من المعجزات السماوية والغرائب العلوية من انشقاق القمر و رد الشمس وحبسها وإضلال الغمامة وظهور الشهب ونزول الموائد والنعم من السماء وما يشاكل ذلك زائدا على ما مضى في باب جوامع المعجزات فيه 19 حديثا. 347
11 باب 4: معجزاته صلى الله عليه وآله في إطاعة الأرضيات من الجمادات والنباتات له وتكلمها معه صلى الله عليه وآله. فيه 59 حديثا. 363
12 باب 5: ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في الحيوانات بأنواعها وإخبارها بحقيته، وفيه كلام الشاة المسمومة زائدا على ما مر في باب جوامع المعجزات. فيه 47 حديثا. 390