بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٧ - الصفحة ٣٣٢
من سعة البيت الذي كان ضيقا، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ايتنا بما عملته، فجاءه بالحريرة الملبقة بالسمن والعسل، وبالحمل المشوي، فقال ابن أبي: يا رسول الله صلى الله عليه وآله كل أنت أولا قبلهم، ثم ليأكل صحبك هؤلاء: علي ومن معه، ثم يطعم هؤلاء، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله. كذلك أفعل، فوضع رسول الله صلى الله عليه وآله يده على الطعام، ووضع علي عليه السلام يده معه، فقال ابن أبي: ألم يكن الامر على أن يأكل علي مع أصحابك (1)؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا عبد الله إن عليا أعلم بالله وبرسوله منك إن الله ما فرق فيما مضى بين محمد وبين علي، ولا يفرق فيما يأتي أيضا بينهما، إن عليا كان وأنا معه نورا واحدا، عرضنا الله عز وجل على أهل سماواته وأرضيه وسائر حجبه وجنانه وهوائه (2)، وأخذ لنا عليهم العهود والمواثيق ليكونن لنا ولأوليائنا موالين، ولأعدائنا معاندين، ولمن نحبه محبين، ولمن نبغضه مبغضين (3)، ما زالت إرادتنا واحدة، ولا تزال لا أريد إلا ما يريد، ولا يريد إلا ما أريد، يسرني ما يسره، ويؤلمني ما يؤلمه، فدع يا ابن أبي عليا فإنه أعلم بنفسه وبي منك، قال ابن أبي: نعم يا رسول الله، وأفضى إلى جد ومعتب (4)، فقال: أردنا واحدا فصارا اثنين الآن يموتان جميعا ونكفاهما جميعا، وهذا لحينهما (5) وسعادتنا، فلو بقي علي بعده لعله كان يجالد أصحابنا هؤلاء، وعبد الله بن أبي قد جمع جميع أصحابه ومتعصبيه حول داره ليضعوا السيف على (6) أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله إذا مات بالسم، ثم وضع رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي عليه السلام يدهما (7) في الحريرة الملبقة بالسمن والعسل فأكلا حتى شبعا، ثم وضع من اشتهى خاصرة الحمل ومن اشتهى صدره منهم فأكلا (8) حتى شبعا، وعبد الله ينظر ويظن أن لا يلبثهم (9) السم فإذا هم لا

(1) أن تأكل مع أصحابك وتفرد رسول الله صلى الله عليه وآله فقال خ ل.
(2) في المصدر: وهو أمه.
(3) باغضين خ ل.
(4) في المصدر: نعم يا رسول الله، وأفضل منى، وأشار إلى جد ومعثب.
(5) بختنا خ ل. وفى المصدر: ونكف شرهما جميعا، وهذا لخيبتهما وسعادتنا.
(6) ليقعوا على أصحاب خ ل.
(7) أيديهما خ ل.
(8) وأكلا خ ل.
(9) في المصدر: أنه لا يلبثهم.
(٣٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 327 328 329 330 331 332 333 334 335 336 337 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 13: وجوب طاعته وحبه والتفويض إليه صلى الله عليه وآله وفيه 29 حديثا. 1
3 باب 14: باب العشرة معه وتفخيمه وتوقيره في حياته وبعد وفاته صلى الله عليه وآله وفيه 16 حديثا. 15
4 باب 15: عصمته وتأويل بعض ما يوهم خلاف ذلك فيه 21 حديثا. 34
5 باب 16: سهوه ونومه صلى الله عليه وآله عن الصلاة، فيه 17 حديثا. 97
6 باب 17: علمه صلى الله عليه وآله وما دفع إليه من الكتب والوصايا وآثار الأنبياء عليهم السلام ومن دفعه إليه وعرض الأعمال عليه وعرض أمته عليه وأنه يقدر على معجزات الأنبياء فيه 62 حديثا. 130
7 باب 18: فصاحته وبلاغته صلى الله عليه وآله فيه حديثان. 156
8 * أبواب معجزاته صلى الله عليه وآله * باب 1: إعجاز أم المعجزات: القرآن الكريم وفيه بيان حقيقة الإعجاز وبعض النوادر. فيه 24 حديثا. 159
9 باب 2: جوامع معجزاته صلى الله عليه وآله ونوادرها. فيه 18 حديثا. 225
10 باب 3: ما ظهر له صلى الله عليه وآله شاهدا على حقيته من المعجزات السماوية والغرائب العلوية من انشقاق القمر و رد الشمس وحبسها وإضلال الغمامة وظهور الشهب ونزول الموائد والنعم من السماء وما يشاكل ذلك زائدا على ما مضى في باب جوامع المعجزات فيه 19 حديثا. 347
11 باب 4: معجزاته صلى الله عليه وآله في إطاعة الأرضيات من الجمادات والنباتات له وتكلمها معه صلى الله عليه وآله. فيه 59 حديثا. 363
12 باب 5: ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في الحيوانات بأنواعها وإخبارها بحقيته، وفيه كلام الشاة المسمومة زائدا على ما مر في باب جوامع المعجزات. فيه 47 حديثا. 390