بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٧ - الصفحة ٣٢٥
فإن كلمانا (1) ووجدناهما يرعيان غنمه، وإلا كنا على رأس أمرنا، فقام رسول الله صلى الله عليه وآله و معه جماعة كثيرة من المهاجرين والأنصار، فلما رأوا القطيع من بعيد قال الراعي: ذاك قطيعي، فقال المنافقون: فأين الذئبان؟ فلما قربوا رأوا الذئبين يطوفان حول الغنم يردان عنها كل شئ يفسدها، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله: أتحبون أن تعلموا أن الذئب ماعنى غيري بكلامه؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: أحيطوا بي حتى لا يراني الذئبان، فأحاطوا به، فقال للراعي: يا راعي قل للذئب: من محمد الذي ذكرته من بين (2) هؤلاء؟
قال: فجاء الذئب إلى واحد منهم وتنحى عنه، ثم جاء إلى آخر (3) وتنحى عنه، فما زال (4) حتى دخل وسطهم فوصل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله هو وانثاه، وقالا: السلام عليك يا رسول الله رب العالمين (5)، وسيد الخلق أجمعين، ووضعا خدودهما على التراب ومرغاها (6) بين يديه، وقالا: نحن كنا دعاة إليك بعثنا إليك هذا الراعي وأخبرناه بخبرك، فنظر رسول الله صلى الله عليه وآله إلى المنافقين معه فقال: ما للكافرين عن هذا محيص، ولا للمنافقين عن هذا (7) موئل ولا معدل.
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: هذه واحدة، قد علمتم صدق الراعي فيها، أفتحبون أن تعلموا صدقه في الثانية قالوا: بلى يا رسول الله، قال: أحيطوا بعلي بن أبي طالب، ففعلوا ثم نادى رسول الله أيها (8) الذئبان إن هذا محمد، قد أشرتما للقوم إليه وعينتما عليه، فأشيرا وعينا علي بن أبي طالب الذي ذكرتماه بما ذكرتماه، قال فجاء (9) الذئبان وتخللا القوم وجعلا يتأملان الوجوه والاقدام، وكل من تأملاه أعرضا عنه حتى بلغا عليا، فلما تأملاه مرغا في

(1) في المصدر: وإن كانا.
(2) زاد في المصدر: فقال الراعي للذئب ما قاله رسول الله صلى الله عليه وآله.
(3) الاخر خ ل.
(4) في المصدر: فما زال كذلك.
(5) خلا المصدر من قوله: رب العالمين.
(6) مرغ وجهه في التراب: قلبه فيه.
(7) من هذا خ ل.
(8) يا أيها الذئبان ح ل.
(9) فجاءه خ ل.
(٣٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 320 321 322 323 324 325 326 327 328 329 330 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 13: وجوب طاعته وحبه والتفويض إليه صلى الله عليه وآله وفيه 29 حديثا. 1
3 باب 14: باب العشرة معه وتفخيمه وتوقيره في حياته وبعد وفاته صلى الله عليه وآله وفيه 16 حديثا. 15
4 باب 15: عصمته وتأويل بعض ما يوهم خلاف ذلك فيه 21 حديثا. 34
5 باب 16: سهوه ونومه صلى الله عليه وآله عن الصلاة، فيه 17 حديثا. 97
6 باب 17: علمه صلى الله عليه وآله وما دفع إليه من الكتب والوصايا وآثار الأنبياء عليهم السلام ومن دفعه إليه وعرض الأعمال عليه وعرض أمته عليه وأنه يقدر على معجزات الأنبياء فيه 62 حديثا. 130
7 باب 18: فصاحته وبلاغته صلى الله عليه وآله فيه حديثان. 156
8 * أبواب معجزاته صلى الله عليه وآله * باب 1: إعجاز أم المعجزات: القرآن الكريم وفيه بيان حقيقة الإعجاز وبعض النوادر. فيه 24 حديثا. 159
9 باب 2: جوامع معجزاته صلى الله عليه وآله ونوادرها. فيه 18 حديثا. 225
10 باب 3: ما ظهر له صلى الله عليه وآله شاهدا على حقيته من المعجزات السماوية والغرائب العلوية من انشقاق القمر و رد الشمس وحبسها وإضلال الغمامة وظهور الشهب ونزول الموائد والنعم من السماء وما يشاكل ذلك زائدا على ما مضى في باب جوامع المعجزات فيه 19 حديثا. 347
11 باب 4: معجزاته صلى الله عليه وآله في إطاعة الأرضيات من الجمادات والنباتات له وتكلمها معه صلى الله عليه وآله. فيه 59 حديثا. 363
12 باب 5: ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في الحيوانات بأنواعها وإخبارها بحقيته، وفيه كلام الشاة المسمومة زائدا على ما مر في باب جوامع المعجزات. فيه 47 حديثا. 390