بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٧ - الصفحة ٣٢٣
ذلك يخالفه، ويدفعه عن حقه ويظلمه، ويوالي أعداء، ويعادي أولياءه إن هذا لأعجب من منعك إياي.
قال الراعي: فقلت: أيها الذئب أو كائن هذا؟ قال: بلى وما هو أعظم منه، سوف يقتلونه باطلا، ويقتلون ولده، ويسبون حريمهم (1)، وهم مع ذلك يزعمون أنهم مسلمون فدعواهم أنهم على دين الاسلام مع صنيعهم هذا بسادة أهل الاسلام أعجب من منعك لي لا جرم أن الله قد جعلنا معاشر الذئاب أنا ونظرائي من المؤمنين نمزقهم في النيران يوم فصل القضاء، وجعل في تعذيبهم شهواتنا، وفي شدائد آلامهم لذاتنا، قال الراعي: فقلت:
والله لولا هذه الغنم بعضها لي وبعضها أمانة في رقبتي لقصدت محمدا حتى أراه، فقال لي الذئب: يا عبد الله فامض إلى محمد، واترك علي غنمك لأرعاها لك، فقلت: كيف أثق بأمانتك؟
فقال لي: يا عبد الله إن الذي أنطقني بما سمعت هو الذي يجعلني قويا أمينا عليها، أو لست مؤمنا بمحمد، مسلما له ما أخبر به عن الله تعالى في أخيه علي عليه السلام؟ فامض لشأنك فإني راعيك، والله عز وجل ثم ملائكته المقربون رعاة لي، إذ كنت خادما لولي (2) علي، فتركت غنمي على الذئب والذئبة وجئتك يا رسول الله، فنظر رسول الله صلى الله عليه وآله، في وجوه القوم، وفيها ما يتهلل سرورا به وتصديقا، وفيها من يعبس (3) شكا فيه وتكذيبا ويسر منافقون إلى أمثالهم: هذا قد واطأه محمد على هذا الحديث ليختدع (4) به الضعفاء الجهال، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وآله وقال: لئن شككتم أنتم فيه فقد تيقنته أنا وصاحبي الكائن معي في أشرف المحال من عرش الملك الجبار، والمطوف به معي في أنهار الحيوان من دار القرار، والذي هو تلوي (5) في قيادة الأخيار، والمتردد معي في الأصلاب الزاكيات المتقلب معي في الأرحام الطاهرات، الراكض معي في مسالك الفضل، والذي كسي ما كسيته من العلم والحلم والعقل، وشقيقي الذي انفصل مني عند الخروج إلى صلب عبد الله

(1) حرمهم خ ل. وفى المصدر المطبوع: حرمه.
(2) لولى الله خ ل.
(3) ما تعبس خ ل.
(4) ليخدع خ ل:
(5) أي والذي هو تابعي وخلفي في قيادة الأخيار.
(٣٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 318 319 320 321 322 323 324 325 326 327 328 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 13: وجوب طاعته وحبه والتفويض إليه صلى الله عليه وآله وفيه 29 حديثا. 1
3 باب 14: باب العشرة معه وتفخيمه وتوقيره في حياته وبعد وفاته صلى الله عليه وآله وفيه 16 حديثا. 15
4 باب 15: عصمته وتأويل بعض ما يوهم خلاف ذلك فيه 21 حديثا. 34
5 باب 16: سهوه ونومه صلى الله عليه وآله عن الصلاة، فيه 17 حديثا. 97
6 باب 17: علمه صلى الله عليه وآله وما دفع إليه من الكتب والوصايا وآثار الأنبياء عليهم السلام ومن دفعه إليه وعرض الأعمال عليه وعرض أمته عليه وأنه يقدر على معجزات الأنبياء فيه 62 حديثا. 130
7 باب 18: فصاحته وبلاغته صلى الله عليه وآله فيه حديثان. 156
8 * أبواب معجزاته صلى الله عليه وآله * باب 1: إعجاز أم المعجزات: القرآن الكريم وفيه بيان حقيقة الإعجاز وبعض النوادر. فيه 24 حديثا. 159
9 باب 2: جوامع معجزاته صلى الله عليه وآله ونوادرها. فيه 18 حديثا. 225
10 باب 3: ما ظهر له صلى الله عليه وآله شاهدا على حقيته من المعجزات السماوية والغرائب العلوية من انشقاق القمر و رد الشمس وحبسها وإضلال الغمامة وظهور الشهب ونزول الموائد والنعم من السماء وما يشاكل ذلك زائدا على ما مضى في باب جوامع المعجزات فيه 19 حديثا. 347
11 باب 4: معجزاته صلى الله عليه وآله في إطاعة الأرضيات من الجمادات والنباتات له وتكلمها معه صلى الله عليه وآله. فيه 59 حديثا. 363
12 باب 5: ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في الحيوانات بأنواعها وإخبارها بحقيته، وفيه كلام الشاة المسمومة زائدا على ما مر في باب جوامع المعجزات. فيه 47 حديثا. 390