تخمة، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: الله أعلم بماذا ماتوا، وتغافل عنهم وأما تكثير الله القليل من الطعام لمحمد صلى الله عليه وآله فإن رسول الله صلى الله عليه وآله كان ذات يوم (1) جالسا هو وأصحابه بحضرة جمع من خيار المهاجرين والأنصار إذ قال رسول الله صلى الله عليه وآله إن شدقي يتحلب، وأجدني أشتهي حريرة مدوسة ملبقة بسمن وعسل، فقال علي عليه السلام: وأنا أشتهي ما يشتهيه رسول الله صلى الله عليه وآله، قال رسول الله صلى الله عليه وآله لأبي الفصيل: ما (2) تشتهي أنت؟
فقال: خاصرة حمل مشوي، وقال لأبي الشرور وأبي الدواهي: ما (3) تشتهيان أنتما؟ قالا:
صدر حمل مشوي، قال (4) رسول الله صلى الله عليه وآله: أي عبد مؤمن يضيف اليوم رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه ويطعمهم شهواتهم؟ فقال عبد الله بن أبي (5): هذا والله اليوم الذي نكيد (6) فيه محمدا وصحبه ونقتله، ونخلص العباد والبلاد منه، وقال: يا رسول الله أنا أضيفكم، عندي شئ من بر وسمن وعسل، وعندي حمل أشويه (7) لكم، قال رسول الله صلى الله عليه وآله: فافعل، فذهب عبد الله بن أبي وأكثر السم في ذلك البر الملبق بالسمن والعسل، وفي ذلك الحمل المشوي، ثم عاد إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وقال: هلموا إلى ما اشتهيتم، قال (8) رسول الله صلى الله عليه وآله: مع هؤلاء؟ قال ابن أبي: أنت وعلي وسلمان والمقداد وأبو ذر وعمار، فأشار رسول الله صلى الله عليه وآله إلى أبي الشرور وأبي الدواهي وأبي الملاهي وأبي النكث وقال: يا ابن أبي دون هؤلاء؟ فقال ابن أبي: نعم دون هؤلاء، وكره أن يكونوا معه (9) لأنهم كانوا مواطئين لابن أبي على النفاق، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا حاجة لي في شئ أستبد به دون هؤلاء المهاجرين (10) والأنصار الحاضرين لي، فقال عبد الله: يا رسول الله إن الشئ قليل