بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٧ - الصفحة ٣٣٣
يزدادون إلا نشاطا، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: هات الحمل، فلما أتى به قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا أبا الحسن ضع الحمل في وسط البيت، فوضعه، فقال عبد الله: يا رسول الله كيف تناله أيديهم؟ فقال رسول الله: إن الذي وسع هذا البيت وعظمه حتى وسع جماعتهم وفضل عنهم هم الذي يطيل أيديهم حتى تنال هذا الحمل، قال: فأطال الله تعالى أيديهم حتى نالت ذلك، فتناولوا منه وبارك (1) في ذلك الحمل حتى وسعهم وأشبعهم وكفاهم، فإذا هو بعد أكلهم لم يبق منه إلا عظامه، فلما فرغوا منه طرح عليه رسول الله صلى الله عليه وآله منديلا له ثم قال: يا علي اطرح عليه الحريرة الملبقة (2) بالسمن والعسل، ففعل، فأكلوا منه حتى شبعوا كلهم وأنفدوه، ثم قالوا: يا رسول الله نحتاج إلى لبن أو شراب نشربه عليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن صاحبكم أكرم على الله من عيسى عليه السلام، أحيى الله تعالى له الموتى، وسيفعل ذلك لمحمد، ثم بسط منديله ومسح يده عليه وقال: (اللهم كما باركت فيها فأطعمتنا من لحمها فبارك فيها وأسقنا من لبنها) قال: فتحركت وبركت وقامت وامتلأ ضرعها، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ايتوني بأزقاق وظروف وأوعية ومزادات، فجاءوا بها (3) فملأها فسقاهم حتى شربوا (4) ورووا، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لولا أني أخاف أن يفتتن بها أمتي كما افتتن بنو إسرائيل بالعجل فاتخذوه ربا من دون الله لتركتها تسعى في أرض الله، وتأكل من حشائشها، ولكن اللهم أعدها عظاما كما أنشأتها فعادت عظاما مأكولا ما عليها من اللحم شئ، وهم ينظرون، قال:
فجعل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله يتذاكرون بعد ذلك توسعة الله البيت، وتكثيره الطعام، ودفعه غائلة السم، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: إني إذا تذكرت ذلك البيت كيف وسعه الله بعد ضيقه، وفي تكثير ذلك الطعام بعد قلته، وفي ذلك السم كيف أزال الله تعالى غائلته عن

(1) وبارك الله خ ل. وهو الموجود في المصدر.
(2) في المصدر المطبوع: اطرح على الحريرة. وفي المخطوط: اطرح منديلك على الحريرة - (3) فجاءوه خ ل.
(4) حتى شبعوا خ ل.
(٣٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 328 329 330 331 332 333 334 335 336 337 338 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 13: وجوب طاعته وحبه والتفويض إليه صلى الله عليه وآله وفيه 29 حديثا. 1
3 باب 14: باب العشرة معه وتفخيمه وتوقيره في حياته وبعد وفاته صلى الله عليه وآله وفيه 16 حديثا. 15
4 باب 15: عصمته وتأويل بعض ما يوهم خلاف ذلك فيه 21 حديثا. 34
5 باب 16: سهوه ونومه صلى الله عليه وآله عن الصلاة، فيه 17 حديثا. 97
6 باب 17: علمه صلى الله عليه وآله وما دفع إليه من الكتب والوصايا وآثار الأنبياء عليهم السلام ومن دفعه إليه وعرض الأعمال عليه وعرض أمته عليه وأنه يقدر على معجزات الأنبياء فيه 62 حديثا. 130
7 باب 18: فصاحته وبلاغته صلى الله عليه وآله فيه حديثان. 156
8 * أبواب معجزاته صلى الله عليه وآله * باب 1: إعجاز أم المعجزات: القرآن الكريم وفيه بيان حقيقة الإعجاز وبعض النوادر. فيه 24 حديثا. 159
9 باب 2: جوامع معجزاته صلى الله عليه وآله ونوادرها. فيه 18 حديثا. 225
10 باب 3: ما ظهر له صلى الله عليه وآله شاهدا على حقيته من المعجزات السماوية والغرائب العلوية من انشقاق القمر و رد الشمس وحبسها وإضلال الغمامة وظهور الشهب ونزول الموائد والنعم من السماء وما يشاكل ذلك زائدا على ما مضى في باب جوامع المعجزات فيه 19 حديثا. 347
11 باب 4: معجزاته صلى الله عليه وآله في إطاعة الأرضيات من الجمادات والنباتات له وتكلمها معه صلى الله عليه وآله. فيه 59 حديثا. 363
12 باب 5: ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في الحيوانات بأنواعها وإخبارها بحقيته، وفيه كلام الشاة المسمومة زائدا على ما مر في باب جوامع المعجزات. فيه 47 حديثا. 390