بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٧ - الصفحة ٣٢١
لروحه التي عرج بها فيها، ثم ذهب بها إلى ربض الجنان (1) وتلقاها كل من كان فيها من خزانها (2)، واطلع إليه كل من كان فيها من حور حسانها (3) فقالوا بأجمعهم له (4):
طوباك طوباك يا روح البراء، انتظر عليك رسول الله عليا صلوات الله وسلامه عليهما وآلهما الكرام حتى ترحم عليك علي واستغفر لك، أما إن حملة عرش ربنا حدثونا عن ربنا أنه قال: يا عبدي الميت في سبيلي، لو كان (5) عليك من الذنوب بعدد الحصى والثرى و قطر المطر وورق الشجر وعدد شعور الحيوانات ولحظاتهم وأنفاسهم وحركاتهم وسكناتهم لكانت مغفورة بدعاء علي عليه السلام لك، قال رسول الله صلى الله عليه وآله: فتعرضوا عباد الله (6) لدعاء علي لكم، ولا تتعرضوا لدعاء علي عليكم، فإن من دعا عليه أهلكه الله، ولو كانت حسناته عدد ما خلق الله، كما أن من دعا له أسعده الله، ولو كانت سيئاته بعدد ما خلق الله.
وأما كلام الذئب له: فإن رسول الله صلى الله عليه وآله كان جالسا ذات يوم إذ جاءه راع ترتعد فرائصه قد استفزعه (7) العجب، فلما رآه (8) من بعيد قال لأصحابه: إن لصاحبكم هذا شأنا عجيبا، فلما وقف قال له رسول الله صلى الله عليه وآله: حدثنا بما أزعجك، قال الراعي: يا رسول الله أمر (9) عجيب، كنت في غنمي إذ جاء ذئب، فحمل حملا فرميته بمقلاعتي (10) فانتزعته منه، ثم جاء إلى الجانب الأيمن فتناول (11) حملا فرميته بمقلاعتي فانتزعته

(١) في المصدر: المطبوع: أرض الجنان، وفى المخطوط: روض الجنان.
(2) من الخزان خ ل.
(3) من الحور الحسان خ ل.
(4) في المصدر: وقالوا بأجمعهم له قولا عقله وفهم: طوباك إه‍.
(5) لك خ ل.
(6) يا عباد الله خ ل. وهو الموجود في المصدر.
(7) استفرغه خ ل: وهو الموجود في المصدر المطبوع، وفى المخطوط: استقرعه.
(8) في المصدر المطبوع: فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وآله.
(9) أمرى خ ل.
(10) بمقذافتي خ ل في المواضع.
(11) فحمل خ ل.
(٣٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 316 317 318 319 320 321 322 323 324 325 326 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 13: وجوب طاعته وحبه والتفويض إليه صلى الله عليه وآله وفيه 29 حديثا. 1
3 باب 14: باب العشرة معه وتفخيمه وتوقيره في حياته وبعد وفاته صلى الله عليه وآله وفيه 16 حديثا. 15
4 باب 15: عصمته وتأويل بعض ما يوهم خلاف ذلك فيه 21 حديثا. 34
5 باب 16: سهوه ونومه صلى الله عليه وآله عن الصلاة، فيه 17 حديثا. 97
6 باب 17: علمه صلى الله عليه وآله وما دفع إليه من الكتب والوصايا وآثار الأنبياء عليهم السلام ومن دفعه إليه وعرض الأعمال عليه وعرض أمته عليه وأنه يقدر على معجزات الأنبياء فيه 62 حديثا. 130
7 باب 18: فصاحته وبلاغته صلى الله عليه وآله فيه حديثان. 156
8 * أبواب معجزاته صلى الله عليه وآله * باب 1: إعجاز أم المعجزات: القرآن الكريم وفيه بيان حقيقة الإعجاز وبعض النوادر. فيه 24 حديثا. 159
9 باب 2: جوامع معجزاته صلى الله عليه وآله ونوادرها. فيه 18 حديثا. 225
10 باب 3: ما ظهر له صلى الله عليه وآله شاهدا على حقيته من المعجزات السماوية والغرائب العلوية من انشقاق القمر و رد الشمس وحبسها وإضلال الغمامة وظهور الشهب ونزول الموائد والنعم من السماء وما يشاكل ذلك زائدا على ما مضى في باب جوامع المعجزات فيه 19 حديثا. 347
11 باب 4: معجزاته صلى الله عليه وآله في إطاعة الأرضيات من الجمادات والنباتات له وتكلمها معه صلى الله عليه وآله. فيه 59 حديثا. 363
12 باب 5: ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في الحيوانات بأنواعها وإخبارها بحقيته، وفيه كلام الشاة المسمومة زائدا على ما مر في باب جوامع المعجزات. فيه 47 حديثا. 390