بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٥ - الصفحة ٦١
ألم تعلموا أن هؤلاء معدن السحر؟ قالوا: بلى، قال: يا بني إسرائيل يا أمة الكليم قد سحركم هذا الغلام وعمه فدعونا نترجل، فاتبعوهم من ورائهم شاهرين سيوفهم وقصدوا شيبة، فلما قربوا قال المطلب: الان قد حققت الحقائق (1)، وأخذ المطلب قوسه وجعل فيه سهما " ورمى (2) بها اليهود فقتل بها عبد لاطية، فأتاه سيده وقد مات، و قد أخذ أخرى ورمى بها فأصابت رجلا آخر فقتله، فصاحوا بأجمعهم وهموا بالرجوع، فقال لهم لاطية: عار عليكم الرجوع عن اثنين، فإلى متى يصيبون منا بنبلهم؟ فلا بد أن يفرغ نبلهم ونقتلهم، ولم يكن (3) في القوم أشجع منه، وكان من يهود خيبر، فعند ذلك حملوا عليهما حملة رجل واحد، وجاء لاطية إلى المطلب وقال: قف لي أكلمك بما فيه المصلحة ونرجع (4) عنكم، قال شيبة: يا عم إن القوم قد عزموا علينا، فقال المطلب: يا معاشر اليهود ليس فيكم شفيق ولا حبيب، والمقام له بين عمومته خير له فانصرفوا راجعين، فقال لهم لاطية: كيف يرجع هذا الجمع خائبا " ونحن قد خرجنا ومرادنا أن نرده إلى أمه؟

(1) في المصدر: قد سحرنا هذا الغلام وعمه، وقد سحروا خيلنا، وان هذه المصيبة الكبرى أن يرجع هذا الجمع العظيم خائبين وهم اثنين، قال: فلما علموا اليهود أن خيلهم لا تقدر على الوصول إليهم نزلوا عن خيلهم وجردوا سيوفهم، ومشوا إليهم على أقدامهم، فلما قربوا من شيبة وعمه قال المطلب: الان حق الحقائق، وزالت العوائق.
(2) في المصدر زيادة: وكان قوس إسماعيل عليه السلام. وأتبة المصنف في الهامش عن نسخة.
وفي المصدر: وأخذ نبلة وجعلها في كبد القوس ورمى.
(3) في المصدر: وجذب النبلة منه فأخرجها مع روحه، فبينا هم متحيرين في أمرها هم فرماهم بآخر فأصاب رجل منهم في جبهته، فخرجت النبلة من قفاه، فجاء اليهود إليه فوجدوه ميتا فصاحوا بأجمعهم وهموا بالرجوع، فقال لهم ابن دحية: هيهات قد كان رجوعكم ما كان بعد قتل هؤلاء عار عليكم، فقالوا: أيها السيد الكريم وما تراه من الحلية؟ قال: وكم يكون النبل؟ فعسى أن يكون عشرة فيصيب بها عشرة منا، وليس كلها تصيب وتقتل، فإذا ظفرنا بهم قتلناه وقتلنا عمه، فعار علينا أن نتركهما وهما اثنان ونحن سبعون فارسا، قال: فحرصهم على القتال، ولم يكن اه‍، قلت:
الظاهر أن كلمة - ابن - زائدة وصوابه دحية، لان ابنه كما تقدم قبلا لم يبلغ مبلغ الرجال.
(4) في المصدر: فعند ذلك أخذوا سيوفهم ودرقهم وهموا أن يأخذوا شيبة وعمه المطلب، يقدمهم لاطية بن دحية، ثم إنه زعق بهم وقال: يا بن هاشم قف لي حتى أعلمك ما يكون فيه المصلحة بيننا وبينكم ونرجع إلى أماكننا.
(٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 ... » »»
الفهرست