بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٥ - الصفحة ٤١٢
إنهم أخذوا في بنائها، وميزوا البيت، واقترعوا عليه فوقع لعبد مناف وزهرة ما بين الركن الأسود إلى ركن الحجر وجه البيت، ووقع لبني أسد بن عبد العزى وبني عبد الدار ما بين الحجر إلى ركن الحجر الاخر، ووقع لتيم ما بين ركن الحجر إلى الركن اليماني، ووقع لسهم وجمح وعدي وعامر بن لؤي ما بين الركن اليماني إلى الركن الأسود، فبنوا، فلما انتهوا إلى حيث موضع الركن من البيت قالت كل قبيلة: نحن أحق بوضعه، فاختلفوا حتى خافوا القتال، ثم جعلوا بينهم أول رجل يدخل من باب بني شيبة فيكون هو الذي يضعه، فقالوا: رضينا وسلمنا، فكان رسول الله صلى الله عليه وآله أول من دخل من باب بني شيبة، فلما رأوه قالوا: هذا الأمين قد رضينا بما قضى بيننا، ثم أخبروه الخبر، فوضع رسول الله صلى الله عليه وآله ردائه وبسطه في الأرض ثم وضع الركن فيه، ثم قال: ليأت من كل ربع من أرباع قريش رجل، وكان في ربع عبد مناف عتبة بن ربيعة، وكان في الربع الثاني أبو زمعة، وكان في الربع الثالث أبو حذيفة ابن المغيرة، وكان في الربع الرابع قيس بن عدي، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ليأخذ كل رجل منكم بزاوية من زوايا الثوب، ثم ارفعوه جميعا " فرفعوه، ثم وضعه رسول الله صلى الله عليه وآله بيده في موضعه ذلك، فذهب رجل من أهل نجد ليناول النبي صلى الله عليه وآله حجرا يسد به الركن، فقال العباس بن عبد المطلب: لا ونحاه، وناول العباس رسول الله صلى الله عليه وآله حجرا " فسد به الركن، فغضب النجدي حين نحي، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: إنه ليس يبني معنا في البيت إلا منا، ثم بنوا حتى انتهوا إلى موضع الخشب، وسقفوا البيت، وبنوه على ستة أعمدة، وأخرجوا الحجر من البيت.
وفي هذه السنة ولدت فاطمة عليها السلام بنت رسول الله صلى الله عليه وآله، وفيها مات زيد بن عمرو بن نفيل (1).
وروي عن عامر بن ربيعة قال: كان زيد بن عمرو بن نفيل يطلب الدين وكره

(1) هو زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزى بن عبد الله بن قرط بن رياح بن رزاح بن عدي بن كعب ابن لؤي وهو القائل في قصيدة.
أربا واحدا " أم ألف رب * أدين إذا تقسمت الأمور عزلت اللات والعزى جميعا * كذلك يفعل الجلد الصبور وقد تقدم بعض أخباره.
(٤١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 404 405 406 407 408 409 410 411 412 413 414 » »»
الفهرست