بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٥ - الصفحة ٤١١
عينيه (1) وتركوه.
وفي سنة تسع عشرة قتلوا هرمز بعد خلعه، وفيها ولى ابنه برويز وكان يسمى كسرى.
وفي سنة ثلاث وعشرين كان هدم الكعبة وبنيانها في قول بعض العلماء (2).
وفي سنة خمس وعشرين كان تزويج خديجة رضي الله عنها كما سيأتي شرحه.
وفي سنة خمس وثلاثين من مولده صلى الله عليه وآله هدمت قريش الكعبة على الأصح. قال ابن إسحاق: كانت الكعبة رضمة فوق القامة فأرادت قريش رفعها وتسقيفها، وكان نفر من قريش وغيرهم قد سرقوا كنز الكعبة، وكان يكون في بئر في جوف الكعبة فهدموها لذلك وذلك في سنة خمس وثلاثين من مولده صلى الله عليه وآله، وقيل في سبب هدمها: إنه كان الجرف يطل على مكة، وكان السيل يدخل من أعلاها حتى يدخل البيت فانصدع، فخافوا أن ينهدم، وسرق منه حلية وغزال من ذهب كان عليه در وجوهر، ولذلك هدم البيت، ثم إن سفينة أقبلت في البحر من الروم، ورأسهم باقوم وكان بانيا "، فتحطمت السفينة بنواحي جده، فخرج الوليد بن المغيرة في نفر من قريش إلى السفينة فابتاعوا خشبها، وكلموا الرومي باقوم فقدم معهم وقالوا: لو بنينا بيت ربنا، فامروا بالحجارة فجمعت، فبينا رسول الله صلى الله عليه وآله ينقل معهم وهو يومئذ ابن خمس وثلاثين سنة وكانوا يضعون ازرهم على عواتقهم ويحملون الحجارة، ففعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله فلبط به ونودي: عورتك، وكان ذلك أول ما نودي، فقال له أبو طالب: يا بن أخي اجعل إزارك على رأسك، قال: ما أصابني ما أصابني إلا في التعري، فما رئيت لرسول الله صلى الله عليه وآله عورة.
وفي البخاري عن جابر بن عبد الله قال: لما بنيت الكعبة ذهب النبي صلى الله عليه وآله وعباس ينقلان الحجارة، فقال العباس للنبي: اجعل إزراك على رقبتك من الحجارة، فخر إلى الأرض وطمحت عيناه إلى السماء ثم أفاق، فقال، إزاري إزاري، فشد عليه إزاره، ثم

(1) سمل عينه: فقأه.
(2) المنتقى في مولود المصطفى: الباب السابع فيما كان من سنة اثنتي عشرة إلى سنة ثلاث و عشرين من مولده صلى الله عليه وآله.
(٤١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 404 405 406 407 408 409 410 411 412 413 414 » »»
الفهرست