بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٥ - الصفحة ٤٠٢
عليه قال: أمي أمي، وعمد إلى ردائه فبسطه لها فقعدت عليه (1).
وروى عن أبي حازم قال: قدم كاهن مكة ورسول الله ابن خمس سنين، وقد قدمت به ظئره إلى عبد المطلب، وكانت تأتيه به في كل عام، فنظر إليه الكاهن مع عبد المطلب فقال: يا معشر قريش اقتلوا هذا الصبي (2) فإنه يفرقكم ويقتلكم، فهرب به عبد المطلب فلم يزل قريش تخشى من أمره ما كان الكاهن حذرهم من أمره (3).
وفي سنة ست من مولده صلى الله عليه وآله ماتت أمه كما مر ذكره (4).
ولنذكر ما حدث في سنة سبع من مولده صلى الله عليه وآله: روي عن نافع بن حسين (5) قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يكون مع أمه آمنة فلما توفيت قبضه إليه جده عبد المطلب، وضمه ورق عليه رقة لم يرقها على ولده، وكان يقربه منه ويدنيه، ويدخل عليه إذا خلا وإذا نام، وكان يجلس على فراشه، فيقول عبد المطلب إذا رأى ذلك: دعوا ابني فإنه يؤنس (6) ملكا، وقال قوم: من بني مدلج (7) لعبد المطلب احتفظ به فإنا لم نر قدما أشبه بالقدم التي في المقام منه، فقال عبد المطلب لأبي طالب: اسمع ما يقول هؤلاء، فكان أبو طالب يحتفظه (8)، وقال عبد المطلب لام أيمن وكانت تحضن رسول الله صلى الله عليه وآله: يا بركة لا تغفلي عن ابني، فإن أهل الكتاب يزعمون أن ابني نبي هذه الأمة، وكان عبد المطلب لا يأكل الطعام الا قال: علي بابني، فيؤتى به إليه (9)، فلما حضرت عبد المطلب الوفاة أوصى أبا طالب بحفظ رسول الله صلى الله عليه وآله وحياطته.
ومما وقع في تلك السنة ما روي أنه أصاب رسول الله صلى الله عليه وآله رمد شديد فعولج بمكة

(1) المنتقى في مولود المصطفى: الباب الرابع من القسم الثاني.
(2) في المصدر: هذا الغلام.
(3) المنتقى في مولود المصطفى: الفصل الثاني: فيما كان سنة خمس من مولده صلى الله عليه وآله.
(4) المصدر: الفصل الثالث فيما كان سنة ست من مولده صلى الله عليه وآله (5) في المصدر: نافع بن جبير ولعله الصحيح.
(6) في المصدر: ليؤنس.
(7) وكانوا معروفين بعلم القيافة.
(8) في المصدر: يحتفظ به.
(9) المصدر خال عن لفظة إليه.
(٤٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 397 398 399 400 401 402 403 404 405 406 407 ... » »»
الفهرست