خمسين رطلا من ذهب، ثم جهز حليمة بأفضل الجهاز (1).
26 - وروي أنه لما سلمته أمه إلى حليمة السعدية لترضعه، وقامت سوق عكاظ، انطلقت به إلى عراف من هذيل يريه الناس صبيانهم، فلما نظر إليه صاح: يا معشر هذيل، يا معشر العرب، فاجتمع الناس من أهل المواسم، فقال: اقتلوا هذا الصبي، فانسلت به حليمة، فجعل الناس يقولون: أي صبي؟ فيقول: هذا الصبي، فلا يرون شيئا " قد انطلقت به أمه، فيقال: ما هو؟ فيقول: رأيت غلاما " وآلهته ليقتلن أهل دينكم، وليكسرن آلهتكم، وليظهرن أمره عليكم، فطلب بعكاظ فلم يوجد، ورجعت به حليمة إلى منزلها فكانت بعد لا تعرضه لعراف ولا لاحد من الناس.
27 - وروي بإسناد (2) ذكره عن شداد بن أوس قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وآله يحدثنا على باب الحجرات إذ أقبل شيخ من بني عامر هو مدرة قومه وسيدهم، شيخ كبير يتوكأ على عصاه، فمثل بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله ونسبه إلى جده، فقال: يا بن عبد المطلب إني أنبئت أنك رسول الله إلى الناس، أرسلك بما أرسل به إبراهيم وموسى وعيسى وغيرهم من الأنبياء عليهم السلام، ألا وإنك تفوهت بعظيم، إنما كانت الأنبياء والخلفاء في بيتين من بيوت بني إسرائيل: بيت خلافة، وبيت نبوة، فلا أنت من أهل هذا البيت، ولا من أهل هذا البيت، إنما أنت رجل من العرب، ممن كان يعبد هذه الحجارة والأوثان، فمالك و للنبوة؟ ولكن لكل قول حقيقة فأتني بحقيقة قولك، وبدؤ شأنك، فأعجب النبي صلى الله عليه وآله مسائلته، ثم قال: يا أخا بني عامر إن للحديث الذي تسأل عنه نبأ فاجلس فسل، فثنى رجله (3)