بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٥ - الصفحة ٣٨٤
أن يردوه إلى مكانه الأول اختلفوا فيمن يرده، فكان كل منهم يقول: أنا أرده، يريد الفخر لنفسه، فقال لهم ابن المغيرة: يا قوم حكموا في أمركم من يدخل من هذا الباب، وأجمعوا على ذلك (1)، وإذا بالنبي صلى الله عليه وآله قد اقبل عليهم، فقالوا: هذا محمد، نعم الصادق الأمين، ذو الشرف الأصيل (2)، ثم نادوه فأقبل عليهم، فقالوا: قد حكمناك في أمرنا، من يحمل الحجر الأسود إلى محله؟ فقال صلى الله عليه وآله: هذه فتنة، ايتوني بثوب (3)، فأتوه به، فقال:
ضعوا الحجر فوقه، وارفعوه من كل طرف قبيلة، فرفعوه إلى مكانه، والنبي صلى الله عليه وآله هو الذي وضعه في مكانه (4)، فتعجبت القبائل من فعله.
بيان: الزعرق: الصياح والزمجرة: الصوت. قوله: غمته أي غطته (5).
21 - أقول: روى الكاذروني: في المنتقى عن برة قال: أول من أرضع رسول الله صلى الله عليه وآله ثويبة بلبن ابن لها يقال له: مسروح أياما " قبل أن تقدم حليمة، وكانت قد أرضعت قبله حمزة بن عبد المطلب، وأرضعت بعده أبا سلمة بن عبد الأسد المخزومي، وكانت تدخل على رسول الله صلى الله عليه وآله فيكرمها، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يبعث إليها بعد الهجرة بكسوة

(1) في المصدر: فقال لهم ابن المغيرة: يا قوم حكموا في أمركم كل الرجل المقبل ليحكم فيما أنتم فيه، فقالوا: الداخل علينا من هذا الباب حكمناه في أمرنا إن كان حرا أو عبدا، ذكرا أو أنثى، فنظروا إذا هم بالنبي صلى الله عليه وآله إه‍. قلت: حكمه في الامر: فوض إليه الحكم فيه. وابن المغيرة: هو أبو أمية حذيفة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، وهو والد أم سلمة وكان أسن القوم.
(2) في المصدر زيادة هي: الفاضل العاقل محمد بن عبد الله.
(3) في المصدر: فلما دنا منهم رآهم كل واحد منهم يريد لنفسه الشرف والفخار فقال: هذه فتنة فأريد أن أخمدها، قال: يا قوم ايتوني بثوب.
(4) في المصدر هنا زيادة هي: وانقطع الشر بينهم، وكان أحدهم المغيرة، والثاني ربيعة، و الثالث حريز بن أمية، والرابع الأسود بن عبد العزى، فرجعوا الحجر إلى مكانه، والنبي صلى الله عليه وآله وضعه في موضعه إه‍. قلت: في الأسماء تصحيف، والموجود في تاريخ اليعقوبي: عتبة ابن ربيعة، وفي غيره عبد مناف عتبة بن ربيعة - وأبو زمعة بن الأسود، وأبو حذيفة بن المغيرة، وقيس بن عدي السهمي وفي غيره زمعة مكان أبى زمعة، وفيما تقدم عن الكافي: الأسود بن المطلب من بنى أسد بن عبد العزى.
(5) الأنوار: مخطوط: ونسخته موجودة عندي، فيها اختلاف وزيادات على نسخة المصنف أوردت بعضها في الذيل.
(٣٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 379 380 381 382 383 384 385 386 387 388 389 ... » »»
الفهرست