بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٥ - الصفحة ٢٩٩
خلقتك، أنت صفوتي من خلقي، وموضع سرى، وعيبة (1) علمي، وأميني على وحيي، وخليفتي في أرضي، لك ولمن تولاك أوجبت رحمتي، ومنحت جناني، وأحللت جواري، ثم وعزتي وجلالي لأصلين (2) من عاداك أشد عذابي، وإن وسعت عليه في دنياي من سعة رزقي، فإذا انقضي الصوت صوت المنادي أجابه هو واضعا " يديه، رافعا " رأسه إلى السماء يقول:
(شهد الله أنه لا إله إلا هو، والملائكة وأولوا العلم قائما " بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم) قال: فإذا قال ذلك أعطاه الله العلم الأول والعلم الاخر، واستحق زيارة الروح في ليلة القدر (3).
37 - أقول: روى (4) الشيخ أبو الحسن البكري في كتاب الأنوار عن أبي عمرو الشيباني وجماعة من أهل الحديث أن السحرة والكهنة والشياطين والمردة والجان قبل مولد (5) رسول الله صلى الله عليه وآله كانوا يظهرون العجائب ويأتون بالغرائب، ويحدثون الناس بما يخفون من السرائر، ويكتمون في الضمائر، وتنطق السحرة والكهنة على ألسنة الجن والشياطين والمردة بما يسترقون من السمع من الملائكة، ولم تحجب السماء عن الشياطين حتى بعث النبي صلى الله عليه وآله.
قال البكري: ولقد بلغنا أنه كان بأرض اليمامة كاهنان عظيمان فاقا على أهل زمانهما في الكهانة ويتحدث الناس بهما في كل مكان، وكان أحدهما اسمه ربيعة بن مازن (6) ويعرف بسطيح، وهو أعلم الكهان، والاخر اسمه وشق (7) بن باهلة اليماني، فأما سطيح فإن الله تعالى قد خلقه قطعة لحم بلا عظم ولا عصب سوى جمجمة رأسه، وكان يطوى كما

(1) العيبة: الزنبيل من ادم. ما تجعل فيه الثياب كالصندوق.
(2) صلى وأصلي فلانا النار: أدخله إياها وأثواه فيها.
(3) الأصول 1: 385 و 386.
(4) من هنا أول الجزء السادس من كتاب الأنوار على نسختي.
(5) مبعث خ ل، وهو الموجود في نسختي.
(6) ابن غسان خ ل وهو الموجود في نسختي، وتقدم قبل ذلك نسبه.
(7) شق خ ل في جميع المواضع، وهو الصحيح، وقد تقدمنا ذكر نسبه راجعه.
(٢٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 294 295 296 297 298 299 300 301 302 303 304 ... » »»
الفهرست