بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٥ - الصفحة ٢٥٥
ليس لك منها نصيب، فقلت: لمن النصيب والشجرة مني؟ فقال: النصيب لهؤلاء الذين قد تعلقوا بها وسيعود إليها، فانتبهت مذعورا " فزعا " متغير اللون، فرأيت لون الكاهنة قد تغير، ثم قالت: لئن صدقت ليخرجن من صلبك ولد يملك الشرق والغرب، وينبأ (1) في الناس، فتسري (2) عني غمي، فانظر أبا طالب لعلك تكون أنت، وكان أبو طالب يحدث بهذا الحديث والنبي صلى الله عليه وآله قد خرج، ويقول: كانت الشجرة والله أبا القاسم الأمين (3).
توضيح: قال الجزري: المطرف بكسر الميم وفتحها وضمها: الثوب الذي في طرفيه علمان، وقال: الجمة من شعر الرأس: ما سقط على المنكبين، وقال الجوهري:
هي بالضم مجتمع شعر الرأس.
أقول: لعل ذكر هذا إما لبيان شرافته بأن يكون إرسال الجمة من خواص الشرفاء، أو اضطرابه وارتعاده، والريب: نازلة الدهر. ورابه أمر: رأى منه ما يكره، قوله: وسيعود إليها، يحتمل أن يكون المراد بالذين تعلقوا بها الذين يريدون قلعها، ويكون قوله: وستعود بالتاء، أي ستعود تلك الجماعة بعد منازعتهم ومحاربتهم إلى هذه الشجرة، ويؤمنون بها، فيكون لهم النصيب منها، أو بالياء فيكون المستتر راجعا " إلى الرسول صلى الله عليه وآله، والبارز في منها إلى الجماعة، أي سيعود النبي صلى الله عليه وآله إليهم بعد إخراجهم له فيؤمنون به، فيكون إشارة إلى فتح مكة، أو يكون المستتر راجعا " إلى الشاب، والبارز إلى الشجرة، أي سيرجع هذا الشاب إلى الشجرة في اليقظة، كما تعلق بها في النوم، و على هذا يحتمل أن يكون المراد بالذين تعلقوا بها أبا طالب وأضرابه ممن لم يذكروا قبل، ويحتمل أن يكون المستتر راجعا " إلي النصيب، والبارز إلي الشجرة، إي يكون له صلى الله عليه وآله ثواب إسلامهم، ويحتمل أن يكون ستعود بصيغة الخطاب، أي ستعود يا عبد المطلب إليه صلى الله عليه وآله عند ولادته، لكن لا تبلغ ولا تدرك وقت نبوته، قوله: لعلك تكون أنت، أي ذلك الشاب، ويحتمل أن يكون الشاب أمير المؤمنين عليه السلام.

(1) في كمال الدين: يتنبأ، وفيه: فسرى. وفيه: يا أبا طالب.
(2) سرى عنه أو عن قلبه: كشف عنه الهم.
(3) كمال الدين: 103، الأمالي: 158.
(٢٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 260 ... » »»
الفهرست