بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٥ - الصفحة ١٩٨
فترى أن تأمره أن يكشف لي عن ظهره لأنظر إليه؟ فكشف عن ظهره فلما رأى الخاتم أكب عليه (1) يقبله ويبكي، ثم قال: يا هذا أسرع برد هذا الغلام إلى موضعه الذي ولد فيه، فإنك لو تدري كم عدو له في أرضنا لم تكن بالذي تقدمه معك، فلم يزل يتعاهده في كل يوم ويحمل إليه الطعام، فلما خرجنا منها أتاه بقميص من عنده، فقال له: ترى أن تلبس هذا القميص لتذكرني به؟ فلم يقبله، ورأيته كارها " لذلك، فأخذت أنا القميص مخافة أن يغتم، وقلت: أنا ألبسه، وعجلت به حتى رددته إلى مكة، فوالله ما بقي بمكة يومئذ امرأة ولا كهل ولا شاب ولا صغير ولا كبير إلا استقبله (2) شوقا " إليه ما خلا أبو جهل (3) لعنه الله، فإنه كان فاتكا " ماجنا " قد ثمل من السكر (4).
بيان: قوله: حشية زكتأ الزكت: الملا، وفي بعض النسخ دكتأ (5)، ولم أعرف له معنى، وفي بعضها ريشا " وكتانا " كثيرا "، وهو أصوب. قوله وضاق الماء بنا، لعل المراد به في غير هذه المرة أو أولا ". والمرج بالتحريك: الفساد والغلق والاضطراب. قوله قمئة أي ذليلة. والزند:
الذي يقدح به النار. والفاتك: الذي يرتكب ما دعت إليه النفس. والجري (6): الشجاع.
والماجن: الذي لا يبالي قولا " وفعلا ". والثمل: السكر، يقال: ثمل كفرح. والمراد هنا شدته، أو السكر بالتحريك، وهو الخمر، ونبيذ يتخذ من التمر.
15 - إكمال الدين: بالاسناد المتقدم عن عبد الله بن محمد، عن أبيه، وعبد الرحمن بن محمد، عن محمد ابن عبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن هرثم (7)، عن أبيه، عن جده أن أبا طالب قال: لما فارقه بحيراء بكى بكاء شديدا " وأخذ يقول: ابن آمنة كأني بك وقد رمتك العرب بوترها،

(1) في المصدر: انكب عليه.
(2) في المصدر: الا استقبلوه.
(3) ما خلا أبا جهل ظ.
(4) كمال الدين: 107 - 110.
(5) الصحيح: وكتأ بالواو وهو أيضا بمعنى الملاء.
(6) لم تكن في الحديث لفظة جرى.
(7) في المصدر: المطبوع: أبى عمرو بن هرثم، وفي نسختنا المخطوطة: أبى عمرو بن خزيم.
(١٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 ... » »»
الفهرست