بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٥ - الصفحة ١٩٦
حملت ثلاثة أنواع من الفواكه: فاكهتان للصيف، وفاكهة للشتاء، ثم هذه الحياض التي غارت وذهب ماءها أيام تمرج (1) بني إسرائيل بعد الحواريين حين وردوا (2) عليهم، فوجدنا في كتاب شمعون الصفا أنه دعا عليهم فغارت وذهب ماءها، ثم قال: متى ما رأيتم قد ظهر في هذه الحياض الماء فاعلموا أنه لأجل نبي يخرج في أرض تهامة، مهاجره إلى المدينة، اسمه في قومه الأمين، وفي السماء أحمد، وهو من عترة إسماعيل بن إبراهيم لصلبه، فوالله إنه لهو، ثم قال بحيراء: يا غلام أسألك عن ثلاث خصال بحق اللات والعزى إلا ما أخبرتنيها، فغضب رسول الله صلى الله عليه وآله عند ذكر اللات والعزى، وقال: لا تسألني بهما، فوالله ما أبغضت شيئا " كبغضهما، إنهما صنمان من حجارة لقومي، فقال بحيراء:
هذه واحدة، ثم قال: فبالله إلا ما أخبرتني، فقال: سل عما بدا لك فإنك قد سألتني بإلهي وإلهك الذي ليس كمثله شئ، فقال: أسألك عن نومك ويقظتك، فأخبره عن نومه و يقظته وأموره وجميع شأنه (3)، فوافق ذلك ما عند بحيراء (4)، فأكب عليه بحيراء يقبل رجليه ويقول:
يا بني ما أطيب ريحك؟ يا أكثر النبيين أتباعا "، يا من بهاء نور الدنيا من نوره، يا من بذكره تعمر المساجد، كأنني بك قد قدت (5) الأجناد والخيل الجياد، وتبعك العرب والعجم طوعا " وكرها "، وكأنني باللات والعزى وقد كسرتهما، وقد صار البيت العتيق لا يملكه غيرك، تضع مفاتيحه حيث تريد، كم من بطل من قريش والعرب تصرعه؟! معك مفاتيح الجنان والنيران، معك الذبح (6) الأكبر وهلاك الأصنام، أنت الذي لا تقوم الساعة حتى تدخل الملوك كلها في دينك صاغرة قمئة، فلم يزل يقبل يديه مرة ورجليه مرة ويقول: لئن أدركت زمانك لأضربن بين يديك بالسيف ضرب الزند بالزند، أنت سيد ولد آدم، و

(1) أي أيام فسادهم واضطرابهم.
(2) ردوا خ ل ظ.
(3) في المصدر: أسألك عن نومك وهيأتك وأمورك ويقظتك، فأخبره عن نومه. وهيأته وأموره وجميع شأنه.
(4) فوافق ما عند بحيراء من صفة التي عنده خ ل، وهو الموجود في المصدر.
(5) من قاد الدابة، مشى أمامها آخذ بقيادها. وقاد الجيش: كان رئيسا عليهم.
(6) الريح خ ل.
(١٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 ... » »»
الفهرست