بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٥ - الصفحة ٢٠٣
رسول الله صلى الله عليه وآله إلى الشام عبد مناة بن كنانة، ونوفل بن معاوية بن عروة بن صخر بن نعمان بن عدي تجارا " إلى الشام، فلقاهما أبو چالمويهب الراهب فقال لهما: من أنتما؟
قالا: نحن تجار من أهل الحرم من قريش، فقال لهما: من أي قريش؟ فأخبراه، فقال لهما: هل قدم معكما من قريش غيركما؟ قالا: نعم شاب مع بني هاشم اسمه محمد، فقال أبو المويهب: إياه والله أردت، فقالا: والله ما في قريش أخمل (1) منه ذكرا "، إنما يسمونه بيتيم (2) قريش، وهو أجير لامرأة منا يقال لها: خديجة، فما حاجتك إليه؟ فأخذ يحرك رأسه ويقول: هو هو، فقال لهما: تدلاني عليه، فقالا: تركناه في سوق بصرى، فبينا هم في الكلام إذ طلع (3) رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال: هو هذا، فخلا به ساعة يناجيه و يكلمه، ثم أخذ يقبل بين عينيه، وأخرج شيئا " من كمه لا ندري ما هو ورسول الله صلى الله عليه وآله يأبى أن يقبله، فلما فارقه قال لنا: تسمعان مني؟ هذا والله (4) نبي آخر الزمان، والله سيخرج إلى قريب يدعو الناس إلى شهادة أن لا إله إلا الله فإذا رأيتم ذلك فاتبعوه، ثم قال: هل ولد لعمه أبي طالب ولد يقال له: علي؟ فقلنا: لا، فقال: إما أن يكون قد ولد، أو يولد في سنته، هو أول من يؤمن به، نعرفه، وإنا لنجد صفته عندنا بالوصية كما نجد صفة محمد بالنبوة، وإنه سيد العرب وربانيها (5) وذو قرنيها، يعطي السيف حقه، اسمه في الملا الاعلى علي، وهو أعلى الخلائق يوم القيامة بعد الأنبياء ذكرا "، وتسميه الملائكة البطل الأزهر المفلح لا يتوجه إلى وجه إلا أفلح وظفر، والله هو

(1) خمل ذكره: خفى.
(2) يتيم خ ل وهو الموجود في المصدر.
(3) طلع عليهم خ ل وهو الموجود في المصدر.
(4) في نسخة من المصدر: قال لنا شمعان: نبي هذا والله.
(5) قال الجزري: الرباني منسوب إلى الرب بزيادة الألف والنون للمبالغة، وقيل: هو من الرب بمعنى التربية، كانوا يربون المتعلمين بصغار العلوم قبل كبارها، والرباني: العالم الراسخ في العلم والدين، أو الذي يطلب بعلمه وجه الله تعالى، وقيل: العالم العامل المعلم انتهى وقيل: هو المتأله العارف بالله.
(٢٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 ... » »»
الفهرست