بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٥ - الصفحة ٢٠٧
وهي مع أمك في الجنة طوبى لمن سمع كلامه، وأدرك زمانه، وشهد أيامه: قال عيسى:
يا رب وما طوبى؟ قال: شجرة في الجنة تحتها عين، من شرب منها شربة لم يظمأ بعدها أبدا "، قال عيسى: يا رب اسقني منها شربة؟ قال: كلا يا عيسى، إن تلك العين محرمة على الأنبياء حتى يشربها ذلك النبي، وتلك الجنة محرمة على الأمم حتى يدخلها أمة ذلك النبي (1).
26 - الخرائج: فصل ونذكر هاهنا شيئا " مما في الكتب المتقدمة من ذكر نبينا، و كيف بشرت الأنبياء قبله بألفاظهم، منها ألفاظ التوراة في هذا الباب في السفر الأول منه: إن الملك نزل على إبراهيم فقال له: إنه يولد في هذا العالم لك غلام اسمه إسحاق فقال إبراهيم: ليت إسماعيل يعيش بين أيديك يخدمنك (2)، فقال الله لإبراهيم: لك ذلك، قد استجيب في إسماعيل وإني ابركه وآمنه (3) وأعظمه بما استجبت فيه، وتفسير هذا الحرف محمد، ويلد اثنى عشر عظيما "، واصيره لامة كثيرة.
وقال في التوراة: إن الملك نزل على هاجر أم إسماعيل وقد كانت خرجت مغاضبة لسارة وهي تبكي، فقال لها: ارجعي واخدمي مولاتك، واعلمي أنك تلدين غلاما " يسمى إسماعيل، وهو يكون معظما " في الأمم، ويده على كل يد.
ولم يكن ذلك لإسماعيل ولا لاحد من ولده غير نبينا.
وقال في التوراة: إن إبراهيم لما أخرج إسماعيل وأمه هاجر أصابهما عطش، فنزل عليهما ملك وقال لها: لا تهاوني بالغلام، وشدي يديك به، فإني أريد أن أصيره لأمر عظيم.
فإن قيل: هذا تبشير بملك وليس فيه ذكر نبوة، قلنا: الملك ملكان: ملك كفر وملك هدى، ولا يجوز أن يبشر الله إبراهيم عليه السلام وهاجر بظهور الكفر في ولدهما، و يصفه بالعظم.

(1) قصص الأنبياء: مخطوط.
(2) يخدمك خ ل.
(3) ائتمنه خ ل.
(٢٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 ... » »»
الفهرست