بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٣ - الصفحة ٧٩
وقيل: كانوا سبعين " وإنكم لمن المقربين " أي وإنكم مع حصول الاجر لكم لمن المقربين، إلى المنازل الجليلة.
" قالوا يا موسى " أي قالت السحرة لموسى: " إما أن تلقي " ما معك من العصا أولا " وإما أن نكون نحن الملقين " لما معنا من العصي والحبال أولا " قال ألقوا " هذا أمر تهديد وتقريع " سحروا أعين الناس " أي احتالوا في تحريك العصي والحبال بما جعلوا فيها من الزيبق حتى تحركت بحرارة الشمس وغير ذلك من الحيل وأنواع التمويه والتلبيس، وخيل إلى الناس أنها تتحرك على ما تتحرك الحية " واسترهبوهم " أي استدعوا رهبتهم حتى رهبهم الناس " فإذا هي تلقف ما يأفكون " أي فألقاها فصارت ثعبانا فإذا هي تبتلع ما يكذبون فيه أنها حيات " فوقع الحق " أي ظهر لأنهم لما رأوا تلك الآيات الباهرة علموا أنه أمر سماوي لا يقدر عليه غير الله تعالى، فمنها قلب العصا حية، ومنها أكلها حبالهم وعصيهم مع كثرتها، ومنها فناء حبالهم وعصيهم في بطنه إما بالتفرق وإما بالفناء عند من جوزه، ومنها عودها عصا كما كانت من غير زيادة ولا نقصان، وكل من هذه الأمور يعلم كل عاقل أنه لا يدخل تحت مقدور البشر، فاعترفوا بالتوحيد والنبوة وصار إسلامهم حجة على فرعون وقومه " فغلبوا هنالك " أي قهر فرعون وقومه عند ذلك المجمع، وبهت فرعون وخلى سبيل موسى ومن تبعه " وانقلبوا صاغرين " أي انصرفوا أذلاء مقهورين " والقي السحرة ساجدين " ألهمهم الله ذلك.
وقيل: إن موسى وهارون سجدا لله شكرا له على ظهور الحق فاقتدوا بهما فسجدوا معهما، وإنما قال: " القي " على ما لم يسم فاعله للإشارة إلى أنه ألقاهم ما رأوا من عظيم الآيات حيث لم يتمالكوا أنفسهم عند ذلك أن وقعوا ساجدين " رب موسى وهارون " خصوهما لأنهما دعوا إلى الايمان ولتفضيلهما، أو لئلا يتوهم متوهم أنهم سجدوا لفرعون: لأنه كان يدعي أنه رب العالمين " إن هذا لمكر " أراد به التلبيس على الناس وإيهامهم أن إيمان السحرة لم يكن عن علم، ولكن لتواطؤ منهم ليذهبوا بأموالكم و ملككم " فسوف تعلمون " عاقبة أمركم " لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف " أي من كل شق طرفا، قال الحسن: هو أن يقطع اليد اليمنى مع الرجل اليسرى، وقال غيره:
(٧٩)
مفاتيح البحث: الحج (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 نقش خاتم موسى وهارون عليهما السلام وعلل تسميتهما و بعض أحوالهما، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 أحوال موسى عليه السلام من حين ولادته إلى نبوته، وفيه 21 حديثا. 13
4 باب 3 معنى قوله تعالى: (فاخلع نعليك) وقول موسى عليه السلام: (واحلل عقدة من لساني) وأنه لم سمي الجبل طور سيناء، وفيه خمسة أحاديث. 64
5 باب 4 بعثة موسى وهارون عليهما السلام على فرعون، وأحوال فرعون وأصحابه وغرقهم، وما نزل عليهم من العذاب قبل ذلك، وإيمان السحرة وأحوالهم، وفيه 61 حديثا 67
6 باب 5 أحوال مؤمن آل فرعون وامرأة فرعون، وفيه ستة أحاديث 157
7 باب 6 خروج موسى عليه السلام من الماء مع بني إسرائيل وأحوال التيه، وفيه 21 حديثا. 165
8 باب 7 نزول التوراة وسؤال الرؤية وعبادة العجل وما يتعلق بها، وفيه 51 حديثا. 195
9 باب 8 قصة قارون، وفيه خمسة أحاديث. 249
10 باب 9 قصة ذبح البقرة، وفيه سبعة أحاديث. 259
11 باب 10 قصص موسى وخضر عليهما السلام، وفيه 55 حديثا. 278
12 باب 11 ما ناجى به موسى عليه السلام ربه وما أوحي إليه من الحكم والمواعظ وما جرى بينه وبين إبليس لعنه الله وفيه 80 حديثا. 323
13 باب 12 وفاة موسى وهارون عليهما السلام وموضع قبرهما، وبعض أحوال يوشع بن نون عليه السلام، وفيه 22 حديثا. 363
14 باب 13 تمام قصة بلعم بن باعور، وفيه ثلاثة أحاديث. 377
15 باب 14 قصة حزقيل عليه السلام، وفيه تسعة أحاديث. 381
16 باب 15 قصص إسماعيل الذي سماه الله صادق الوعد وبيان أنه غير إسماعيل بن إبراهيم، وفيه سبعة أحاديث. 388
17 باب 16 قصة إلياس وإليا واليسع عليهم السلام، وفيه عشرة أحاديث. 392
18 باب 17 قصص ذي الكفل عليه السلام، وفيه حديثان. 404
19 باب 18 قصص لقمان وحكمه، وفيه 28 حديثا. 408
20 باب 19 قصص إشموئيل عليه السلام وتالوت وجالوت وتابوت السكينة، وفيه 22 حديثا. 435