بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٣ - الصفحة ٩٤
بالاستعمال في الاعمال الشاقة " والسلام على من اتبع الهدى " لم يرد به التحية، بل معناه: من اتبع الهدى سلم من عذاب الله " فمن ربكما " أي من أي جنس من الأجناس هو؟ فبين موسى عليه السلام أنه تعالى ليس له جنس، وإنما يعرف بأفعاله " أعطى كل شئ خلقه " أي صورته التي قدرها له، ثم هداه إلى مطعمه ومشربه ومنكحه وغير ذلك، أو مثل خلقه. أي زوجه من جنسه ثم هداه لنكاحه، أو أعطى خلقه كل شئ من النعم في الدنيا مما يأكلون ويشربون وينتفعون به، ثم هداهم إلى طرق معايشهم وإلى أمور دينهم ليتوصلوا بها إلى نعم الآخرة " فما بال القرون الأولى " أي فما حال الأمم الماضية، فإنها لم تقر بالله وما تدعو إليه بل عبدت الأوثان؟ وقيل: لما دعاه موسى إلى البعث قال: فما بالهم لم يبعثوا؟ قال موسى عليه السلام: " علمها عند ربي " أي أعمالهم محفوظة عند الله يجازيهم بها " في كتاب " يعني اللوح، أو ما يكتبه الملائكة " لا يضل ربي " أي لا يذهب عليه شئ " ولا ينسى " ما كان من أمرهم بل يجازيهم بأعمالهم " مهدا " أي فرشا " وسلك لكم فيها " أي أدخل لأجلكم في الأرض طرقا تسلكونها " أزواجا " أي أصنافا " ولقد أريناه " أي فرعون " آياتنا كلها " أي الآيات التسع " فكذب " بجميعها " وأبى " أن يؤمن " مكانا سوى " أي تستوي مسافته على الفريقين.
" قال " موسى: " موعدكم يوم الزينة " وكان يوم عيد يتزينون فيه ويزينون فيه الأسواق " وأن يحشر الناس ضحى " أي ضحى ذلك اليوم " فتولى فرعون " أي انصرف على ذلك الوعد " فجمع كيده " وذلك جمعه السحرة " ثم أتى " أي حضر الموعد " قال لهم " أي للسحرة موسى فوعظهم فقال:
" ويلكم " هي كلمة وعيد وتهديد، أي ألزمكم الله الويل والعذاب " لا تفتروا على الله كذبا " بأن تنسبوا معجزتي إلى السحر، وسحركم إلى أنه حق، وفرعون إلى أنه معبود " فيسحتكم " أي يستأصلكم " فتنازعوا أمرهم بينهم " أي تشاور القوم وتفاوضوا في حديث موسى وفرعون وجعل كل منهم ينازع الكلام صاحبه، وقيل: تشاورت السحرة فيما هيؤوه من الحبال والعصي وفيمن يبتدئ بالالقاء " وأسروا النجوى " أي أخفوا كلامهم سرا من فرعون، فقالوا: إن غلبنا موسى اتبعناه، وقيل: إن موسى لما قال لهم: " ويلكم لا تفتروا على الله كذبا " قال بعضهم لبعض: ما هذا بقول ساحر، وأسر بعضهم إلى بعض يتناجون،
(٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 نقش خاتم موسى وهارون عليهما السلام وعلل تسميتهما و بعض أحوالهما، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 أحوال موسى عليه السلام من حين ولادته إلى نبوته، وفيه 21 حديثا. 13
4 باب 3 معنى قوله تعالى: (فاخلع نعليك) وقول موسى عليه السلام: (واحلل عقدة من لساني) وأنه لم سمي الجبل طور سيناء، وفيه خمسة أحاديث. 64
5 باب 4 بعثة موسى وهارون عليهما السلام على فرعون، وأحوال فرعون وأصحابه وغرقهم، وما نزل عليهم من العذاب قبل ذلك، وإيمان السحرة وأحوالهم، وفيه 61 حديثا 67
6 باب 5 أحوال مؤمن آل فرعون وامرأة فرعون، وفيه ستة أحاديث 157
7 باب 6 خروج موسى عليه السلام من الماء مع بني إسرائيل وأحوال التيه، وفيه 21 حديثا. 165
8 باب 7 نزول التوراة وسؤال الرؤية وعبادة العجل وما يتعلق بها، وفيه 51 حديثا. 195
9 باب 8 قصة قارون، وفيه خمسة أحاديث. 249
10 باب 9 قصة ذبح البقرة، وفيه سبعة أحاديث. 259
11 باب 10 قصص موسى وخضر عليهما السلام، وفيه 55 حديثا. 278
12 باب 11 ما ناجى به موسى عليه السلام ربه وما أوحي إليه من الحكم والمواعظ وما جرى بينه وبين إبليس لعنه الله وفيه 80 حديثا. 323
13 باب 12 وفاة موسى وهارون عليهما السلام وموضع قبرهما، وبعض أحوال يوشع بن نون عليه السلام، وفيه 22 حديثا. 363
14 باب 13 تمام قصة بلعم بن باعور، وفيه ثلاثة أحاديث. 377
15 باب 14 قصة حزقيل عليه السلام، وفيه تسعة أحاديث. 381
16 باب 15 قصص إسماعيل الذي سماه الله صادق الوعد وبيان أنه غير إسماعيل بن إبراهيم، وفيه سبعة أحاديث. 388
17 باب 16 قصة إلياس وإليا واليسع عليهم السلام، وفيه عشرة أحاديث. 392
18 باب 17 قصص ذي الكفل عليه السلام، وفيه حديثان. 404
19 باب 18 قصص لقمان وحكمه، وفيه 28 حديثا. 408
20 باب 19 قصص إشموئيل عليه السلام وتالوت وجالوت وتابوت السكينة، وفيه 22 حديثا. 435