بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٣ - الصفحة ٦٠
اختلفوا فيها فقيل: العوسجة، وقيل: العناب، فتحير موسى وارتعدت مفاصله حيث رأى نارا عظيمة ليس لها دخان، تلتهب وتشتعل من جوف شجرة خضراء، لا تزداد النار إلا عظما، ولا الشجرة إلا خضرة ونضرة، فلما دنا استأخرت عنه، فخاف عنها ورجع، ثم ذكر حاجته إلى النار فرجع إليها فدنت منه فنودي من شاطئ الوادي الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة:
" أن يا موسى " فنظر فلم ير أحدا فنودي: " إني أنا الله رب العالمين " فلما سمع ذلك علم أنه ربه، فناداه ربه أن ادن واقترب، فلما قرب منه وسمع النداء ورأي تلك الهيبة خفق قلبه و كل لسانه وضعفت متنه، (1) وصار حيا كميت، فأرسل الله سبحانه إليه ملكا يشد ظهره، ويقوي قلبه، فلما تاب إليه (2) نودي: " اخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى " ثم قال الله سبحانه تسكينا لقلبه وإذهابا لدهشته: " وما تلك بيمينك " إلى قوله تعالى: " مآرب أخرى ".
واختلف في اسم العصا قال ابن جبير: اسمها ما شاء الله، (3) وقال مقاتل: اسمها نفعة، وقيل غياث، وقيل عليق. وأما صفتها والمآرب التي فيها لموسى عليه السلام فقال أهل العلم بأخبار الماضين: كان لعصا موسى شعبتان ومحجن في أصل الشعبتين، وسنان حديد في أسفلها، فكان موسى عليه السلام إذا دخل مفازة ليلا ولم يكن قمر تضئ شعبتاها كالشعبتين من نور، تضيئان له مد البصر، وكان إذا أعوز الماء أدلاها في البئر فجعلت تمتد إلى مقدار قعر البئر وتصير في رأسها شبه الدلو يستقي، وإذا احتاج إلى الطعام ضرب الأرض بعصاه فيخرج ما يأكل يومه، وكان إذا اشتهى فاكهة من الفواكه غرزها في الأرض (4) فتغصنت أغصان تلك الشجرة التي اشتهى موسى فاكهتها وأثمرت له من ساعتها، ويقال: كان عصاه من اللوز، فكان إذا جاع ركزها (5) في الأرض فأورقت وأثمرت وأطعمت فكان يأكل منها اللوز، وكان إذا قاتل عدوه يظهر على شعبتيها تنينان يتناضلان، (6) وكان يضرب على الجبل

(1) المتن: الظهر.
(2) أي فلما رجع إليه الصحة.
(3) في المصدر: ماسا.
(4) أي أدخلها وأثبتها فيها.
(5) أي أثبتها فيها.
(6) التنين كسجين: الحية العظيمة. وفى المصدر: تنينان يقاتلان.
(٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 نقش خاتم موسى وهارون عليهما السلام وعلل تسميتهما و بعض أحوالهما، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 أحوال موسى عليه السلام من حين ولادته إلى نبوته، وفيه 21 حديثا. 13
4 باب 3 معنى قوله تعالى: (فاخلع نعليك) وقول موسى عليه السلام: (واحلل عقدة من لساني) وأنه لم سمي الجبل طور سيناء، وفيه خمسة أحاديث. 64
5 باب 4 بعثة موسى وهارون عليهما السلام على فرعون، وأحوال فرعون وأصحابه وغرقهم، وما نزل عليهم من العذاب قبل ذلك، وإيمان السحرة وأحوالهم، وفيه 61 حديثا 67
6 باب 5 أحوال مؤمن آل فرعون وامرأة فرعون، وفيه ستة أحاديث 157
7 باب 6 خروج موسى عليه السلام من الماء مع بني إسرائيل وأحوال التيه، وفيه 21 حديثا. 165
8 باب 7 نزول التوراة وسؤال الرؤية وعبادة العجل وما يتعلق بها، وفيه 51 حديثا. 195
9 باب 8 قصة قارون، وفيه خمسة أحاديث. 249
10 باب 9 قصة ذبح البقرة، وفيه سبعة أحاديث. 259
11 باب 10 قصص موسى وخضر عليهما السلام، وفيه 55 حديثا. 278
12 باب 11 ما ناجى به موسى عليه السلام ربه وما أوحي إليه من الحكم والمواعظ وما جرى بينه وبين إبليس لعنه الله وفيه 80 حديثا. 323
13 باب 12 وفاة موسى وهارون عليهما السلام وموضع قبرهما، وبعض أحوال يوشع بن نون عليه السلام، وفيه 22 حديثا. 363
14 باب 13 تمام قصة بلعم بن باعور، وفيه ثلاثة أحاديث. 377
15 باب 14 قصة حزقيل عليه السلام، وفيه تسعة أحاديث. 381
16 باب 15 قصص إسماعيل الذي سماه الله صادق الوعد وبيان أنه غير إسماعيل بن إبراهيم، وفيه سبعة أحاديث. 388
17 باب 16 قصة إلياس وإليا واليسع عليهم السلام، وفيه عشرة أحاديث. 392
18 باب 17 قصص ذي الكفل عليه السلام، وفيه حديثان. 404
19 باب 18 قصص لقمان وحكمه، وفيه 28 حديثا. 408
20 باب 19 قصص إشموئيل عليه السلام وتالوت وجالوت وتابوت السكينة، وفيه 22 حديثا. 435