بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٣ - الصفحة ٥٦
بيتي وولدي، (1) فإن طابت نفسك أن تعطيني فأذهب به إلى بيتي لا آلوه خيرا، (2) فعلت وذكرت (3) أم موسى وعد الله تعالى فرجعت به إلى بيتها من يومها، وقيل: كانت غيبة موسى عن أمه ثلاثة أيام فلما جاءت أمه به إلى بيتها كادت تقول: هو ابني، فعصمها الله تعالى وذلك قوله تعالى " إن كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبه " فلما ترعرع قالت امرأة فرعون لام موسى: أحب أن تريني ابني، فوعدتها يوما تريها إياه، فقالت لحواضنها وقهارمتها: (4) لا تبقين منكم أحد إلا استقبل ابني بهدية وكرامة، فلم تزل الهدايا والتحف تستقبله من حين اخرج من بيت أمه إلى أن ادخل على امرأة فرعون، فأكرمته وفرحت به، فلما ادخل على فرعون تناول لحيته ونتف منها، ويقال: إنه لطم وجهه، وفي بعض الروايات أنه كان يلعب بين يدي فرعون وبيده قضيب صغير يلعب به إذ ضرب على رأس فرعون، فغضب غضبا شديدا وتطير منه وقال: هذا عدوي، فأرسل إلى الذباحين، فقالت امرأته: إنما هو صبي لا يعقل، وإني أجعل بيني وبينك أمرا تعرف فيه الحق، أضع له حليا من الذهب، وأضع له جمرا، فإن أخذ الياقوت فهو يعقل، فلما حول جبرئيل يده إلى الجمر قبضها وطرحها في فيه فوضعها على لسانه فأحرقته، فذلك الذي يقول: " واحلل عقدة من لساني " فكف عن قتله وحببه الله تعالى إليه وإلى الناس كلهم.
وقال أهل السير: لما بلغ موسى عليه السلام أشده وكبر كان يركب مراكب فرعون، ويلبس ما يلبس فرعون وكان إنما يدعى موسى بن فرعون، وامتنع به بنو إسرائيل من كثير من

(1) في المصدر: لا أستطيع أن أدع بيتي وولدي فيضيعوا.
(2) في المصدر: لا أولى له الا خيرا، أي لا أصنع له الا خيرا.
(3) في المصدر زيادة وهي هكذا: وإلا انى غير تاركة بيتي وولدي، وتذكرت أم موسى ما كان الله وعدها فتعاسرت على امرأة فرعون وأيقنت أن الله تعالى منجز وعده فرجعت بابنها إلى بيتها من وقتها.
(4) الحواضن جمع الحاضنة: هي التي تقوم على الصغير في تربيته. القهرمان: الوكيل أو أمين الدخل والخرج. وفى المصدر: فقالت آسية لخواصها وقهارمتها: لا يبقى منكن واحدة الا استقبلت ابني بهدية وكرامة، فانى بادئة بأمينة تحصى ما تصنع كل قهرمانة منكن فلم تزل اه‍.
(٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 نقش خاتم موسى وهارون عليهما السلام وعلل تسميتهما و بعض أحوالهما، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 أحوال موسى عليه السلام من حين ولادته إلى نبوته، وفيه 21 حديثا. 13
4 باب 3 معنى قوله تعالى: (فاخلع نعليك) وقول موسى عليه السلام: (واحلل عقدة من لساني) وأنه لم سمي الجبل طور سيناء، وفيه خمسة أحاديث. 64
5 باب 4 بعثة موسى وهارون عليهما السلام على فرعون، وأحوال فرعون وأصحابه وغرقهم، وما نزل عليهم من العذاب قبل ذلك، وإيمان السحرة وأحوالهم، وفيه 61 حديثا 67
6 باب 5 أحوال مؤمن آل فرعون وامرأة فرعون، وفيه ستة أحاديث 157
7 باب 6 خروج موسى عليه السلام من الماء مع بني إسرائيل وأحوال التيه، وفيه 21 حديثا. 165
8 باب 7 نزول التوراة وسؤال الرؤية وعبادة العجل وما يتعلق بها، وفيه 51 حديثا. 195
9 باب 8 قصة قارون، وفيه خمسة أحاديث. 249
10 باب 9 قصة ذبح البقرة، وفيه سبعة أحاديث. 259
11 باب 10 قصص موسى وخضر عليهما السلام، وفيه 55 حديثا. 278
12 باب 11 ما ناجى به موسى عليه السلام ربه وما أوحي إليه من الحكم والمواعظ وما جرى بينه وبين إبليس لعنه الله وفيه 80 حديثا. 323
13 باب 12 وفاة موسى وهارون عليهما السلام وموضع قبرهما، وبعض أحوال يوشع بن نون عليه السلام، وفيه 22 حديثا. 363
14 باب 13 تمام قصة بلعم بن باعور، وفيه ثلاثة أحاديث. 377
15 باب 14 قصة حزقيل عليه السلام، وفيه تسعة أحاديث. 381
16 باب 15 قصص إسماعيل الذي سماه الله صادق الوعد وبيان أنه غير إسماعيل بن إبراهيم، وفيه سبعة أحاديث. 388
17 باب 16 قصة إلياس وإليا واليسع عليهم السلام، وفيه عشرة أحاديث. 392
18 باب 17 قصص ذي الكفل عليه السلام، وفيه حديثان. 404
19 باب 18 قصص لقمان وحكمه، وفيه 28 حديثا. 408
20 باب 19 قصص إشموئيل عليه السلام وتالوت وجالوت وتابوت السكينة، وفيه 22 حديثا. 435